خصائص أسلوب أبي نواس
خصائص أسلوب أبي نواس
جملة من خصائص الأسلوب العامة عند أبي نواس ، أهمها ما يأتي
1- استطاع النص الشعري عند أبي نواس إثبات حضوره ، وتفرد تركيبه مع كثافة
متفردة في دائرية القصيدة وقصر بنيتها الكلية . فقد حققت أغلب قصائده ولا
سيما في المجالات الثلاثة : الخمريات ، والغزل ، والمديح طاقة عالية من
الشعرية . كما أن أغلب القصائد في الديوان تميزت بالتكثيف والاقتصاد في
البناء الكلي . إذ إن نسبة 77.57 % من جملة قصائده وقطعه لم تتجاوز عشرة
أبيات .
2- ظل الشاعر محافظًا على الطابع العام في خصائص الإيقاع الخارجي ،
مقاربـًا جملة من الشعراء المعاصرين له ، في انسجام مع الذائقة الصوتية
العامة السائدة ، ولم يشذ عنها إلا في مجالات محددة أهمها :
أ- تكثيف القصيدة ، وقصر مجموع أبياتها .
ب- الإكثار من الكتابة على بعض البحور مما قل عند شعراء عصره ، كالمنسرح والمجتث على سبيل المثال.
3- اتكأ الأسلوب الشعري العام عند أبي نواس كثيرًا على :
أ- الأساليب الطلبية ، ولا سيما في الأمر والنداء ، في دلالة على
استحضار الذاتِ الشاعرةِ ذاتَ الآخرِ ، عبر تقنيات النداء والطلب . فقد
بلغت نسبة المطالع المفتتحة بإحدى صيغ الطلب 35.90 % - كما ورد في مكانه
في البحث – وهي نسبة عالية .
ب- أسلوب الحكي والقص والحوار، والاقتراب من بنية الكلام بطاقة الشعر ؛
مما أتاح للشاعر فرصة أكبر للمزج بين الأساليب الإنشائية والخبرية ،ومستوى
الحضور والغياب ، والذكر والحذف ، وفرصة أكبر في القدرة على تحويل البنى
الجزئية في الجملة ، وإمكان اللعب بشكل أوسع على تشكيل البنى اللغوية ،
وانتهاك الرتب بالتقديم والتأخير .
4- يكشف النص النواسي عن إرادة في التغيير ، وثورة على الواقع ، ورفض
للسائد ؛ تجسدت في صورة أخرى وبشكل مباشر وغير مباشر في طريقة بناء النص ،
وأساليب افتتاحه ، وطرائق تشكل دوائره ومحاوره ، وفي تكثيفه إلى أقل تركيب
ممكن ، مع أكثر طاقة شعرية ممكنة ، في أغلب نصوص أغراضه الثلاثة الرئيسة .
وأخيرًا استطاع النص النواسي أن يتوافق مع شخصية منتجه وقائله - كما كتب
عنها النقاد- وأن يصور مشاعره ويجسدها : المشاعر الخاصة ، والمشاعر
الشاذة ، والخطرات الممنوعة ، وفق مبدأ :
لا خَيْرَ في اللَّذَّاتِ ما لم يَكُنْ صاحبُها مُنْكَشِفَ الرَّاسِ