حين أسدل الليل ستاره، و توشح بالصمت
بدت تلك الصور أكثر وضوحاً تلوح في مخيلتها
ما آلت اليه الأمور..
و كيف ستكون..
إذا ما اقتحم النهار سكون قلبها..
ليجبرها..على رؤية حياتها المحطمة..
من جديد..
غداً تُبصرين ما اقترفته يداك..
إذاً..
هل تعلمتِ اليوم معنى الخوف أيتها الفتاة الصغيرة؟
هل أدركتِ كيف هو؟
و ما طعمه؟
أهو...
مؤلم؟
لا تقلقي..
هذا أمر طبيعي، مر فيه قبلكِ الكثير..
فهكذا هي الحياة
تُعلّمكِ بالألم.
فصبراً فتاتي الصغيرة.
ستدركين أرض النور عما قريب.
إنها تشرق في نهاية الطريق، تابعي المسير.
"لكن أماه.."
لا تنبسي بحرف أنا أعلم ما هو أفضل لك
تابعي المسير، سأنتظرك هنا حتّى تبلغي نهاية الجسر..
وهكذا...
سقطت الفتاة كمن سبقها الى ذلك النهر العظيم..
لم تكن لتبلغ النهاية، و ما كانت ستدرك أرض النور.
فما كانت تلك إلا أكذوبة قصتها عليها أمها لتبعث في قلبها الصغير بعض الطمأنينة في هذا العالم الموحش..
كي تعلّمها قبل النهاية..شعور..الأمان..الأمل..و لربما..السعادة..
لكن..ظلت تبكي..تلك المرأة الشاحبة..
تراقب شروق الشمس...لينعكس النور من وجه ابنتها النائمة..هكذا كانت تقول..
جميلتي النائمة..
و سارت تردد تهويده كانت تغنيها لها ..
ترددها و الشمس تشرق على مهل.. لتتلألأ دموعها الساخنة على وجنتيها...
و لازالت الأم جاثية على ركبتيها كل يوم..تنتظر عند النهر..
لعل ابنتها الصغيرة...
ستستفيق..
يوم ما...
أكذوبة أخرى..لتعيش بها ما تبقى من عمرها...
أمل..ينعش قلبها...
...و لا تزال تخوض في النهر.....
مع كل شروق شمس..تعود خائبة...
و جسد الحسناء النائمة...
جرفه النهر..
..
"أماه..متى تستفيقين..؟...."
و ظلت الحسناء تبكي أعلى الجسر.....
حروف نثرتها مشاعر مبهمة.....لعلها ستروق لأحد ما....
هذه أول مشاركة لي هنا..