خاطرة أسقطت آخر دمعة
خاطرة
أسقطت آخر دمعة..
مهجورة تلك الذات المتعبة ، هكذا وجدتها ...تعيش نزيف بقايا ذكراها و رحيل
الحمائم التي كانت تتغنى بلقياها...تنصفق أوراق أحلامها على حائط مبكى
الأمل..
كالكفن ،نشرت عناكب الجحود نسيج اليأس ،ترسم عليه أصابع الزمن الهرمة بسمة
الهم الهاربة...وقفت على أعتابها ، رفعت ذلك الستار الذي أسدلته يوما...
صمت ..سكون.. سكوت يغمر رميم الكلمات التي وشمتها في عز عنفوان حبها
له..... نعم هي ذي عادت بعد كل هذه السنوات الموحشة...عادت تحمل في يدها
وردة بيضاء أرهقها سفر العود فانحنت ، و في عينيها دمعة لقاء تدفعها بقية
مكنون..
تبحث تحت ركام عباراته التي أوهنها الانتظار ، عن قبس ينير دهاليز نفسه
التي انطوت ،تبحث عن سر ينفخ في صفحاته حب الحياة....تقلب أسمال أمنياته
على تقاسيم وجع الراوي الذي كان يرتل للأشباح في أغواره ، كلمات ما وراء
نص أدركته المنية ، لما فارق في الخفاء عالم حلم كانت ترسم له فيه ببسمتها
أحلى الأمنيات ...أسقطت آخر دمعة ، تنهدت..تمتمت ...كنت حينها أنا عالقا
هنا ...لم تراني ، حال بيني و بينها برزخ الظن الذي كانت تحمله ، و غبار
سنين يأسي ، فانصرفت يتبعها سنونو أشواقي و نظراتي حتى اختفت ...أما أنا
ما عرفت حينها أين ذهبت...هل تبعتها ؟...ربما...لآ أعرف...كانت في تلك اللحظة الريح تهب من هنا...