تلك الليلة – الأخيرة جداً – لم نفعل أكثر من البكاء ،
لأن أصابعنا التي تشاغلت بقشعِ الصبغ الأصفر عن سطح القارب ،
نعرف كم نحن خائفان ، و لكن النتائج لم تعد مهمة ، لأننا لا نجهلها كثيراً ، تلك الليلة – الأخيرة جداً –
دفنتَ وجهك بين كفيك طويلاً ، و صمتّ طويلاً ، ثم رفعته إلى السماء مشبعاً بحمرةٍ حزينة و زفرت :
-انتبهي إلى نفسكِ جيداً .
بثينة العيسى
(ارتطام)
نحن مهجورون مثل أطفالٍ ضلّوا الطريقَ في الغابة.
إذا وقفتَ أمامي وتطلعت بي،
فهل ستعرف شيئاً من الآلامِ، التي فيّ،
وأيُّ شيءٍ سأعرفه أنا، من الآلامِ التي فيك ؟
وماذا سيحصلُ، لو رميتُ نفسي أمامكَ وبكيتُ وأنا أحكي لك، فهل ستعرفُ شيئاً مني ؟!!
فرانز كافك
أنتَ لن تبلغ الحب إلاّ لحظة اصطدامك به ، كأعمى لا عصا له.
وربما من هذا العَمَـى العاطفي الذي يحجب الرؤيــــة على العشّاق ،
جــاء ذلك القول الساخــر “ أعمــى يقــود عميـــاء إلى حفـرة الزواج ”.
ذلك أنّه في بعض الحالات ، لا جدوى من تنبيه العشّاق إلى تفادي تلك المطبّات التي يصعب النهوض منها ...
احلام مستغانمي