موقوفة أنا كمفترق الطريق
يخلو بي عشيق تلو عشيق
مهجورة كبيت عتيق
نُسب إلى التاريخ بلا زمنية توثيق
و ظل جرحك أنت ناشبا في صدري كالحريق
و عالقا بي كجنين لا يكبر و بعدي لا يُطيق
فيا رفيق
دعني أنزف إن الجرح عميق
دعني أخلفه قاتلا على قارعة الطريق
و لا تداويني ببرشامة صبر شفيق
إني بالألم و الألم بي حقيق
هل كنت حبيبي أم كنت فيلقا
احتل جسدي و استنزف الأشواق
فتقتنا و قد كنا رتقا
و نلت في معجزات الحب السبق
و في درجات الذنوب موبقا
فكن بارا و قبّل الأحداق
و لا تهجر المضاجع فتسقط عاقا
و تُسقط مني إلى الأبد الاشتياق
و خلّف حبك في فمي اللجام
و قماطا يلف مفاتني عن الأنام
لا أرغب لا أشتهي و لا تراودني أحلام
تجاعيد قلب تتعلق بوجهي كالأعلام
خلوات هي و قد زاحمتني فيها الألام
و بطالة أنوثة كانت تعمل بلا كلل و لا مرام
تسرف بلا ضمانات تقيها غدر الأيام
و أصبحت بسقوطك مدينة أثرية ذات أهرام
كلها أنت بما سفكته من رقاب أحلام
ذبل الأقحوان قبل الأوان
و جف بين تلال جسدي السلوان
انتمت لهفتي لغابر الأزمان
و تلاشت لوعتي على أعتاب حب كان
أصبح لي تاريخ و عمر فان
يقبر جثت القبل و الجموح و الأفنان
و ليل كان يغريني فيك حد الهذيان
الكل رحل و بقي شيء من أنا و كثير من الأشجان