ضوء الفانوس......... اتوق لنزع فتيل هذا القمر ، واقتلاع جذور السالفات من ليالي السهر ،
وامتلاك كنوز بدت هنا لامعة في أيدي بشر ، تثير الطمع .
تدل على مسار الجشع .
أشرئب بهامتي لتناول الشبح ، الثاوي فوق قبة صدري .
رؤيتي قاصرة ، تحجبها سحب الرياح الوافدة من تخوم نفسي .
غرد الطير فوق غصن دوحتي . ردد أنشودة الكوكب المندثر .
هديل طموحي تقاذفته الأجنة عند سهادها . يعزف لحنه على وتر الشفق المضطرب .
تتبعت نحيبه الشجي وقت غفوتي . أقمت له عرسا بلا قرين ولا من حضر . يطل على استحياء من بين أوراق
الشجر . أقابله ممتطيا مركب سحوب المطر .
قطرت - من أجله - في أذن السماء رغبة الصبا .ففاض رحيقها لجينا على جنبات قصدي الهائم .
توهجت وجنتاه من خجل . توارى عن مقل الليل النائم
استقر بالقفص النابض شبح ، يخيف ويزعج أهذاب الغصن الواجم .
تنفس قسرا في قنينة الغدير الصامت .
أصغى بلهفة إلى خلجاتي اليتيمة الثكلى ، تربع فوق سرير ذاكرة جرحي النازف .
يقيم لي ثراء معارا ، يسقي ، حقولي بماء السراب الآسن .
صدى آهات التبرم أطل من نافذة وقت قضى حسرة ، وأقبر قصدا برمس آزف .
طرحت حلمي وأغمست يمين لوحة عمري ، بحوض غربة جسدي الفائر .
رتبت قا
فية القطر الشحيح . تناولت وجه الشمس العنيد . قطفت فاكهة الفضاء المديد
رتقت الوشاح ، أعدت ترتيب خيوط قوس قزح المنفرط . شكلت بألوانه أديم أرضي المنفطر .
أسكب مهجتي العطشى فوق شاهق مخيلتي . أرتمي في أقصى البستان بين أغصان يراعي . مداده عرق
الذكريات الحبلى .
هناك حط عصفوري المبلل بالرذاذ فارا من عتو موج نفسي الهادر .
أثرت أسراب فراشات تحلقت حول ضوء فانوس الضحى ، رفرفت بأجنحة البلور فأومضت في جوف الجدع
المهجور برقا تسلل نوره عبر خيوط النسيج الثائر .
عراجين النخيل تعانقت وأذرفت من عيون المها دمعا غزيرا ، غدا غديرا يفور بسيل جارف .
اطمأن صدغي . هدأت أجفان مقلتي . انزوت هامة العصفور الجسور .
وضعت ألواح رحلي .
أنبتت حقولي باقة زهر غض متموج . يثير الحبور . يغني الطيور عن سلوك سبيل متعرج .