سئمت
كل الحياة التي ترغمني ان اغني انشودة منبوذة في كل أرصفة جسدي و ، و سئمت
أن أعلق معطفي البالي الذي اقتنيته من دكاكين الماضي على غصن شجرة مازالت
آثار دماء الغدر راسخة فيها لحد الآن ....و قررت التراجع إلى الوراء بآلاف
الأيام و ملايين الساعات لأغني لقلبي أغنية عزفها في زمن مضى بين جدران حي
ألهمه لغة الوفاء و كلمات تلك الأغنية الوشم في جبهتي كمن يسجد كل ليلة
عاشقا لغة الوفاء .
]سأنفر كل العالم من تلك الأساطير التي علمهم إياها شارون و سأحرق كل المقابر التي إدعى فوريد أنها الراحة الابدية لأجسام علال ....
ستندم الدنى التي أعلنت الثورة على
أراضي قلبي المقدسة و ستعلن عن قريب موتها اللامحدود في كل ذرة هواء و
سأحارب كل صقر علمته أن يخرج مخالبه في وجه الكرام البررة من عصر لم يعتق
جواري العشق و لا حرر منبر الشعراء من كلمات لا تعرف الصدق إلا لتجلب لغة
الدينار و تنثر عشق الجسد و إباحة النساء ...
سئمت علاقتكم لمحتومة بكل ماهو
فاجر إلى حد الهوس و قررت اغتيال كل أتباع فرويد بكل فخر و كسر الستار و
إعلان عشقي الجديد للدبابة و المدفع ....
و الآن لن تستطيعوا قبر حلم
الهوادة إلى بزوغ سشمس الماضي في قهقهات شفاهي المتنكرات في ثوب طفل صغير
ارتاح لثدي غادره زمن الفطام ....
سأعشق ذلك العالم الذي علمني أن
اكون انثى و أن أضع الألوان كما أرادت لها الطبيعة ان تكون ...و سأستنشق كل
ذرة هواء كانت تمنح الحياة لروحك الطاهرة ...و سأذكر دوما ذلك الحي الذي
تربيت فيه أرمي الورود في كل مكان و حين كنت تغني لي أغنية أعشقها عند فجر
كل صباح و كنت تعشق تفس اللحن دون ان تعلم حقيقة ولعي و رواية حبي لتلك
النغمات ..
أذكرك بعد كل ذلك الزمن و يذكرك الحي مثلما أذكرك و يذكرني كقطعة منه غادرت الحياة ...و تنتفض تلك المقهى التي كنت ترتشف
فيها قهوتك عند كل صباح و يبكي ذلك الكرسي لمسة منك تعيد فيه حياة غادرته
مذ سللت سيفك من ثغره الحزين شوقا إليك ...
]و يذكرنا الحي العتيد بغدونا ورواحنا في كل مكان نمتطي حناياه كفرسان امتلكت ساحة الوغى في زمن هكتور و أشيل ..
وأذكرك ويذكرك ذلك الجدار الذي رسمنا فيه بصمات الوفاء لزوايا تشبثنا بها حين
بدأنا نمشي و تنطق تلك الشجرة الأسطروة التي جمعت ذكرى سكتت لها ألحان
موزارت و بتهوفن ...و مازال الحي ينتحب تحت أطلال تلك الذكريات الناطقة
بالعشق الفياض و يبكي فراقك و فراقي ...
غادرت المكان و غادرته و بقينا رغم
ذلك نعد نجوم نفس السماء كما كنا دوما نفعل و نرسم نفس الصورة من اثر
النجوم رغم انك في بيتك و أنا في بيتي ...و رغم أنك في بلد تشرق فيه شمس
غير شمسي و يبقى ذلك الصباح الذي يطل عليا بصخب الجنون شوقا إليك و تحن كل
قطعة من عمق رهيب في مهجتي المحتارة بين الماضي الذي أصبح كالحلم و حاضر
مات فيه كل بلبل اعتاد الغناء عند نافذتي كل صباح ...و تنتحب نفسي كما
ينتحب ذلك الحي لتنزف نغمات البيانو من وجدي ترسم دموعا على صولفاج مشاعري
الغارقة في دوامة الذكريات بدل لحن النغمات ...
و تنحط كل الهامات تقبل التراب
رافضة النظر إلى السماء التي كنت ارى فيها وجهك الباسم يعزف لي لحن الأمل
حين اتسلق حافة كل جبل بحثا عن لحظة ضيعتها عندما غادرتني الحياة ...و أنت
الحياة و أنت كل ما نسج شخصيتي ووضع معالم أنوثتي الصادقة إلى الآن ,,,و
سأبقى رافضة حروب العصر و سأنزل الستار على كوميديا لم تدونها أنامل احترقت
من تصفح المنجل في حقول العشاق ...
لست اتذمر على كتب لم تذكر قصة
الأبرار و لست أنتحب لحن العشق المنبوذ في كتب الاولين و لكني انتفض كمن
غادرتها الروح معرجة إلى السماء لأنني انتظر العودة إلى عالم رفض التقدم
إلى الامام ليأخذ بيدي و أبكي قلبا عشق الرجوع إلى الوراء ليغازل حنايا جسد
سكنه يوما من الأيام .
و يسقط القناع عن كل ذرة صمود في
قوقعة اختارت الغرق في بحر من الحسرة على ذلك المجد في ثورة مشاعري التي
انتبذت قدس الذكريات و نبذت كل مسرحيات النذالة و كوميديا يمجدها فرويد و
أنصار الدجل في أمصار القلوب ...
إليك الف سلام يا ذلك الماضي
التاريخ لكل قصص الأسطورة في حياتي ...و لك سفرة من حصاد ذلك العالم الذي
داوم الصلاة على أطلال اللحن العتيق ...و لك ذلك الحلم الاخضر الذي تنشق من
رحيقة كل حوار حتى ثمل و تربع وريد القلب حافة كل جفن منعني من احتضان
النوم و أنا اركض خلف ساعة حلم أردد فيها اسمك من جديد و امسك بخيط العودة و
لو في حلم الليالي الحالكات في لب الشتاء لعلي اجدك تجلس في تلك المقهي
ترتشف قهوة الصباح أو أجدني أتنقل بين الزوايا لعلي ألمح بسمة من ثغرة
محياك الدفين في قلبي كمقبرة شهداء ...و كم أذكر حين كنت تقصدني لتعلمني
معنى السعادة في الحياة بلحن لم يعد يرتله أمجاد اليوم ممن يدعون الشهامة
....ليت الزمان يموت يوما فأنتقم من سرعته في مغادرة شريط حياتي حتى نقلني
إلى حضارة تمجد الإنتحار و تزيف تعاريف الأحاسيس و تعدم كل من ينطق بالمجد و
الخلود للصدق ...ليت ذلك اليوم الذي عرفت فيه طعم السعادة رغم كثرة الجفاء
يعود حاملا وردة السلام .. و الآن من يستطيع ان يردد معي لحن البلابل في
عواصم الفيافي ...و من سيحارب معي كل غاصب في مماليك الرياء ..
أذكرك و أذكر تلك الورود التي كنا
نوزعها بعمق رهيب ..و أذكر كيف كنا نحتفل بالمولد النبوي الشريف و نتبادل
أطراف السمر و قطع الشكولاطة و كيف كنا نتلذذ قطعة خبز تحمل نفس أحلام
وجودنا و نفس طلائع تاريخنا....
سأذكرك و كما يذكرك الحي العتيق الآن و سيذكرني لأنني غادرت مثلك و مازلت أبكي رغم مضي السنوات العصيبة على قلبي و مازلت أبكي ..
و مازلت أحن و أعشق ذلك الزمن
الجميل و كم تتصفح حوارات ذاكرتي تواريخ الماضي فلا اجد إلا آثار فرسان
تركت حلفها رسالة تردد لحن الإنتحار و زمن ولى و لن يعود ...آه كم أذكرك ...و لن أنساك ....
و الآن أنت بعيد و أنا بعيدة ....و
انقطع خيط أيام ملاح ...و سكت الحلم عن الكلام المباح و اندثر زمن ذلك
الصباح الذي كنت أستيقض فيه على قسمات السعادة في وجهك المتاح ...و مازلت أذكرك
أذكـــــــــــــــــــــــــــــــــــركم؟؟؟
الرئيسية 
السبت مايو 21, 2011 8:39 am
