روائـع زوجة الأحلام في عصر غربة الإسـلام بسم الله الرحمن الرحيم
روائـع زوجة الأحلام في عصر غربة الإسـلام ..
الحمد لله الخالق البارئ المصور .. والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله حبيبنا وقدوتنا ورحمة الله لنا
قال ربنا سبحانه وتعالى :
{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى }النجم45
فقدرنا في هذه الحياة أن نكون شركاء مترابطين ، ومن ثم كان من واجبات العبد أن يختار شريكا صالحا وإلا أتعبه الشريك وخسرت الشركة !
{وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ }الزخرف39
أخي المسلم
هل تعبت كمن قال
لك أشكو من زوجة صيرتنى*** غائبا بين سائر الحضار !
وكثير منىّ على شيب رأسى ***حفظ هذه الأشياء مثل الصغار !
أو يئست كمن قال
إني أردت زوجة بمثلها لا أظفر *** لأجل هذا لا أزال عازبا أنتظر
لا أبتغي مغرورة بنفسها تفتخر *** لا أبتغي سلابة تنهب ما أدخر
لا أبتغي ثرثارة بكل شئ تجهر *** إني أرجو امرأة ذات صفات تشكر
وعن صفاء قلبها عيونها تعبر *** أظنني على التى طلبتها لا أعثر
لا لليأس ....
ولن ننشد الكمال ، لكنا سنصفه ، علنا نجد أقرب مثال !
{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ
تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ
إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } سورة يوسف ..عليه الصلاة والسلام
هذه هى المواصفات ...
* أين الزوجة الأخت الحبيبة الصديقة الحليلة فى آن واحد ؟
فهي التي
*التى لم يطغها غناها!
فهي لم تنشأ على اللامبالاة أو على عدم تحمل المسؤولية ، أو على الحياة
السهلة المريحة المفسدة للعزم والهمة والجدية .. أو على العيشة المترفة
المؤثرة فى نظرة الإنسان للحياة وللنعم حوله ورضاه بما قل أو كثر ...؟
{إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ }الواقعة45
فليست ممن قيل فيهم :
لا يشعرون بما في دينهم نقصوا *** جهلا وإن نقصت دنياهم شــعروا !
* أين التى تتحلى بالصبر الجميل والذكاء المتوقد والشفافية العاطفية ، فهى رومانسية فى الحلال
حبيبة لم تخضع لقول ولا ترى *** محاسنها يوما فيطمع طامع
وجال عليها درعها فتسترت به *** واحتوى ما تحتويه المدارع
* أين التى لم تلوثها السموم العلمانية من أمثال قولهم ( أين قوة الشخصية.... وأين المرأة المتساوية مع الرجل)
{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ
مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ
يُبْصِرُونَ }البقرة17
فهي تعلم أن لكل خلقة مميزة وقسما مقسوما من الرسالة في الحياة ، وأنهما شركاء وليسا أعداء ، وأن دعوة التساوي بينهما خلط للأوراق
إذا كان ترك الدين يعنى تقدماً *** فيا نفس موتى قبل أن تتقدمي
* أين التي لم يجعلها التعليم والاحتكاك متكبرة أو مغرورة أو عالية الصوت أو صعبة الإنقياد ..
فهي هينة لينة سهلة قريبة دينة ، تطيع بعلها بلا جدال ، ما لم يكن في غير حلال .
وإن رأت رأيا واتسع المقام للتوضيح فلا حرج إن طلبت التوضيح ، لكنها - أبدا - لا تشغب ولا تقول فى كلامها ما يحكى مما يستحى ذكره ..
{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }الحج24
* أين التى ترضى بالدين من بعلها ، وتعلم أن حبه لها بعد ذلك والمودة
بينهما والتفاهم والتلاقى العقلى والروحى هى أثمن ما فى الوجود بعد الدين
...
سُئل سعيد بن المسيب رحمه الله عن قوله صلى الله عليه وسلم :
((خير النساء أيسرهن مهورا))
فقيل له : كيف تكون حسناء ورخيصة المهر ؟ فقال : يا هذا ، انظر كيف
قلت أهم يساومون في بهيمة لا تعقل أم هي بضاعة طمع صاحبها يغلب على مطامع
الناس!
ثم قرأ : ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها )
... إنها صلة إنسانية ، وليس متاعا يطلب مبتاعا ....
ويبقى الود هو العنوان ....
وضمير الزوج يترنم عن الحبيبة القريبة
رأيتُ بها بدراً على الأرضِ ماشيا ****** ولم أر بدراً قط يمشي على الأرضِ
* أين التى تعلم أن الإسلام ليس بالوراثة بل يكتسب بالاستقامة على أمر الله تعالى ...... وتطبق ذلك على نفسها قبل الآخرين.
فهي تعرض عن الباطل لأنها تعلم أن الجنة غالية !
تركت نحوهم والله يعصـمـنـي*** من التّقحّم في تلك الـجـراثـيم
* أين التى تعرف الفكر الإسلامى الصحيح وتعرف المعوج وتعرف المضاد
للإسلام ، وتستوعب ثقافة الآخر لترد عليه ( بمنطق الحق لا بمنطقه ، لكن عن
وعى بما يفهمه وما يهدمه ).
فهي تدرك مقولة شيخ الإسلام في تفسيره لسورة النور
العلم ما قام عليه الدليل ، والنافع ما جاء به الرسول !
صلى الله عليه وسلم
* أين التى تطمح لدور مع كل من تطالها
عيناها أو قلمها ، ولا يسكتها إن سكتت إلا أمر الله تعالى بحسب الحال
والمقام .. فهى نشطة .. لكنها تكف يديها إن كان الأمر يرجى له ذلك ..
فتبحث عن أقارب زوجها ومعارفه لتكون لهم كما كانت الصالحات من نساء
سلفنا لأهليهن علما وبرا ورحمة ومعونة وإفادة وجلب منفعة أو دفع مضرة ..
فكل الوقت والجهد والحب والألم للإسلام بحسب الحال ..
فهي تقبل أن تهدى ما عليها وما لها لغيرها ، وإن جلست حتى بلا أقراص الشعير ولا أثاث ، كما فعلت الزهراء صلوات الله عليها ..
فاطم الزهراء أمي ، وأبي *** قاصم الكفر ببدر وحنين
* أين التى فى كل يوم ترقى بنفسها درجة ، فتطلب المزيد من العلم والخير .. من الحفظ والفهم والبذل ..
* أين التي تبكي مع القرءان ودرر السنة ، وتلين مع ذكر الله تعالى وتحلق مع سير السلف ، فالتبتل والإخبات والتضرع أركان شغلها .....
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ
وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ
وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ
وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ
وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم
مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35
فحالها :
ما لي سوى قَرعي لبابك حيلة *** فَلئن رددت فأي باب أقرع ؟
فهي لا تعانى كما يعانى البعض من جهل شديد بعد سنوات في الإسلام ....
ليس فقط جهلا بالشريعة بل بالغاية والطريق العملى !
فالجهل بالمطلوب وجدولته خلل ...
وتوفر البيئة المناسبة للعلم مع عدم استغلاها خيبة عظيمة
ويجب على العاقل تقدير النعمة قبل أن تزول !
فلربما فقد الصحة التي تعينه على القراءة ولربما فقد الفراغ أو فقد المكتبة القيمة أو المعلم الناصح الشفوق !
وهى لا تركن لدمعة الليل فقط أوتغتر بحالها ، بل تعلم أنه يجب تفقد القلب واختباره ومعالجته والبحث عن سبل تصفيته .
* أين التى تقدر حياة المسلم العامل لدينه وما تمر به زوجته كثيرة
الأضياف .. المضحية بنصيبها منه فى أوقات كثيرة .. فلا تطالبه عنتا بالعدل
فى مقام يقتضى الفضل (وأحضرت الأنفس الشح) وتعلم أنه إن تحرك أو سكن أو
غاب أو حضر فلله ورسوله.. فلتكن القائلة (إذن لا يضيعنا )
وهي تعينه على الوفاء بالتزاماته وتقلل الضغوط من حوله قدر الإمكان ،
بل وتمتص المشكلات البسيطة ( مع الجيران أو في الحياة اليومية ) وتبعدها
عنه ولا تستهلك وقته وجهده قدر الإمكان ، بل هي جزء من عمله ، تراها شريكة
ومديرة أعمال وموظفة ومساعدة له في الكبير والصغير ...من حمل الأعباء
الثقال إلى نسخ الأوراق وتنظيم الأبحاث والمؤشرات ..
فتحيى بذلك ذكرى العبير
ألا أنبيك عن زمن تولى *** فتذكره ودمعك في انسجام
ولها عند الله ما يطيب الخاطر ويبهج الناظر
{فَاسْتَجَابَ
لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ
أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ
مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ
لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ
عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ }آل عمران195
• أين التى تتحمل زوجها إن كان حساسا فترفق به فوق الرفق رفقا ،
وتتحمل .. فهي زوجة بمعنى الكلمة ..و لا تكثر الشكاية وتخشى الوعيد في
صحيح مسلم
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ? الصَّلَاةَ يَوْمَ الْعِيدِ
.... إلى أن قال رضي الله عنه :
ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بلالٍ فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ وَوَعَظَ النَّاسَ
وَذَكَّرَهُمْ ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ فَقَالَ تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ
أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ ، فَقَامَتْ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ
النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ فَقَالَتْ لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ
لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ
قَالَ فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ
فهي لا تكثر الشكاية ولا تكفر العشير ، بل هي من يستحي معها المرء من خلقها الجميل
إذا ما صديقى ساءنى بـفـعـالـه *** ولم يك عما ساءنـي بـمـفـيق
صبرت على الضَّرَّاء من سوء فعله *** مخافة أن أبقى بـغـير صـديق
وهي تعلم أن الزوج ليس كاملا وليس هو البداية والنهاية ، قال شيخ الإسلام :
ليس للخلق محبة أعظم محبة ولا أكمل ولا أتم من محبة المؤمنين لربهم ....
.... ليس في الوجود ما يستحق يُحَبَّ لذاته من كل وجه إلا الله تعالى.
..... كل ما يُحَب سواه، فمحبته تَبَع لحُبِّه.
فأين هي ...
نعود للرجل ...
وإن كان ذكيا فلا تكونن هي سطحية ولا هامشية ..
ولا تكونن بمعزل عن مشكلات زوجها المادية والمعنوية وأحلامه وآماله
وغاياته وأهدافه ، بل تسأل عنها وتتبناها فهما فريق واحد في العمل لله
تعالى ...
لبيك إسلامي من الأعماق *** أنا لم أخن عهدى ولا ميثاقى..
• أين التى إن وجدت زوجها غيورا احترمت ما فيه ورجت بصبرها الجنة وما فيها ...
• والأصل أنها قمة : قانتة عفيفة !
(( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ )) النساء34
* أين التى إن كان بزوجها عيب كشئ من حزم زائد أو شئ من سخرية غير
مقصودة ورأته يصلح نفسه أعانته ولم تتبرم فمن منا مبرأ من العيوب؟! ..
من ذا الذي ما ساء قط ............ ومن له الحسنى فقط !
* أين التى تعين بعلها على برِّه بأمه وترى ذلك دينا وقربى وتتحمل بنفس راضية...؟
* أين التى لا تأبه أن يطلق عليها أنها رجعية أو متشددة أو أو ...
ولا يهز فيها ذلك شعرة بل الحق حق ، ولابد له من أعداء وهذه سنة الله ..
فلا تنثنى همتها ولا عقيدتها ... ولا ترى لوم الناس شيئا ذا بال
قال منصور الفقيه:
اسمع فـهـذا كـلام *** ما فيه والله عـلـه
أقل من كـل شـيءٍ*** من لا يرى الناس قله
* أين التى تصبر وتسعد .. وتسمو روحها إن عاشت أحيانا - عملا لا قولا
وأحلاما - على زاد النبى صلى الله عليه وسلم التمر ، الماء ، الخل ، خبز
الشعير ، وإن جاءها خير من ذلك حمدت وشكرت وذكرت الله تعالى وذكرت حقه
تعالى فيه ...
وخشيت الإسراف وراجعت نفسها وزوجها ..
* أين التى لا تهتم بأساود زائلة .. بأثاث أو مسكن أو دابة أو مال أو وظيفة أو .. أو ..
فتقبل عملا لا قولا أن تعيش كما كان السادة الفضلاء نجوم هذه الأمة
يفترشون الأرض أو إهاب الكبش ، ويلتحفون ما يرق ويقصر ، ويسكنون ما لا شئ
فيه يرد البصر ولا غرف عندهم بل هى غرفة !
هى كل شئ فى البيت
ولا مال
بل قوت يوم
ولا جاه سوى عزة الإسلام ....
ورغم ذلك :
{ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً }الإنسان8
وليس معناه أنها لا تحتاج المال ولا تبحث عنه لتوظفه في الخير
لكن تضع في اعتبارها
أننا نحتاج المال كغيرنا ، ولكن هل يقبل الحر أن يحوله المال لشخص حقير !
وهل يقبل أن يكون غنيا ويترك الدعوة سنوات لجمع المال !
وهل تستقيم الدعوة مع الدعة
أو مع إيثار السلامة !
ليسَ أمرُ المرءِ سهلاً كله *** إِنَّما الأمـرُ سهـولٌ وحزونْ
تطلبُ الراحةَ في دارِ العنا ! *** خابَ من يطلبُ شيئاً لا يكونْ
* أين التى تعرف مكانها وفضلها فى دينها ، وتعرف أفضل موضع للأنثى وخير مكان وخير نظر وخير معاملة ، ومتى يستثنى
(أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن) ...
وبالمثل
تعرف فضل الخروج إن كان فى سبيل الله ودور إذن الزوج فيه وثوابها عليه ...
* أين التى تتنفس الإسلام .. ويمتلئ عقلها علما وقلبها خوفا وورعا .. وتتعلق بكتاب ربها وكلام نبيها صلى الله عليه وسلم ....
واغتنم ركعتين زلفى إلى الـله *** إذا كنت فارغاً مستـريحـا
وإذا ما هممت بالمنطق الـبـاطل *** فاجعل مكانه تسـبـيحـا
إنّ بعض السكوت خيرٌ من النطق *** وإن كنت بالكلام فصـيحـا
* أين التى تتذوق البيان وتحوم مع الأدب المشروع وتتزود منه ، وتشعر بقلب شاعرة مؤمنة ، وتعبر بخير ما حفظت ووعت من لسان العرب !
فيكون حال زوجها مع كلامها :
بالله لفظك هذا سال من عسل *** أم قد صببت على أفواهنا العسلا
* أين التى لا يطغى حزنها الفطرى المفهوم (من إقبال زوجها على
التعدد) على حبها لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وفهمها لأهمية ذلك
للدين وللدنيا .. لها ولزوجها ولأخواتها وللآخرين .. فتتذكر أن سيدات بيت
النبوة ـ كن مع غيرتهن أحيانا ـ الأصل فى حياتهن عدم المشاحنة ، بل يتعشين
سويا ثم ينصرفن تاركن صاحبة الغرفة مع الحبيب صلى الله عليه وسلم
ويحدوها تأمل سرعة فناء الدنيا فتصبر على تلك الأمور الزائلة كالتعدد وغيره :
من راقب الموت لم تكثر أمانيه *** ولم يكن طالباً ما ليس يعنـيه
وعنوان القبول :
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)
* أين التى لا تأبه أن سافرت - فى الله ولله - مع زوجها ، ولا ترتبط روحها لصيقة بأرض بل :
(أرض الله واسعة)
وتتذكر أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام سافر بزوجته وتركها ومضى ، فلم تعترض .. فخلد الله ذكرها ...
{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران33
نحن ما زلنا على درب هُدانا *** نرشد الناس وندعو ونحاول
* أين التى لا تشتكى من وعورة الطريق ولا قلة الرفاق ولا قسوة الأنفس ولا ..
بل تعلم ما هو طريق الفردوس وما هو ثمن النجاة وما معوقاته الخارجية والداخلية " فى بيتها " بل ومعوقاته النفسية ! ،
{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ
الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ
أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ
ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ }آل عمران186
فتحتسب وتتفهم وتحاول وتقاوم .. بل وتبادر مضحية ، فإن ذهب زوجها لبلاء أو
جاءه البلاء فغاب أو أضير أو .. أو.. فهى نعم الزوجة المؤمنة والبلاء قدر
مقدور
فكم زوجة لما دهى الظلم بعلها *** بكت فبكى فى الحجر منها وليدها
وإن شاءت فلها الحق فى التطليق لكنها لا تساوم على إيمانها ولا تتنازل عنه
، فإن طلقت فلرغبتها المشروعة فى الزواج وعدم قدرتها على انتظار الغائب أو
على تحمل المبتلى ، لكنها لا تطلق لأنها استدبرت الطريق ...
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }فصلت35
* أين التى وإن كانت تشغف بالقراءة والسماع والمدارسة والسؤال
والتحليل والاستنباط فهى مع ذلك أنثى ! تعرف كيف يكون بيتها جنة بأى
إمكانيات ، فلا تجهل كيف تعد الطعام والشراب والأثاث والثياب ، ولا كيف
تتزين وتتجمل وتسعد زوجها وتسعد به فى الحلال الجميل ..
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ
وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ
الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }الأعراف32
* أين صاحبة المبدأ المسلمة عن وعى وفهم وانتماء وحماسة واقتناع ..
فلها من كل شئ موقف ونظرة .. ولها فى كل باب خير يد طولى أو جهد مبذول ..
فتعلم مثلا أهمية الرياضة للمسلمة وتصبر على ذلك وتواظب عليه بحساب
واستمرار ونظام وتطوير لا كهواية ولعب ولهو ومرح فقط .. وبالمثل تعاملها
مع الأجهزة الحديثة ومهارات تطوير الذات
وهي تعلم أن معدل الاهتمام بالإسلام يظهر في سلوك الإنسان !
وأن الفعل أقوى دليل على الصدق !
فتختبر نفسها بنفسها ...
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ
اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71
* أين التى تستوعب أوامر الحبيب صلى الله عليه وسلم ولا تقدم بين
يديه صلى الله عليه وسلم فحين يثبت أمر له بالإقدام فى واقع معين نقدم وإن
تقطعت أنفسنا ... وحين يثبت أمر بأن نكون أحلاس بيوتنا أو نتبع شعاب
الجبال نسكت وإن أغرتنا أنفسنا ولو تحت مسمى العمل للدين ...
فإن أمر الله فنحن لا مبيت لنا ولا قرار حتى يكون ما أراد الله تعالى منا :
فمنْ يطلبْ لقاءكَ أو يُردهُ *** فبالحرمينِ أو أقصى الثغورِ
* أين التى تتذوق الظلال الوارفة فى ظلال القرءان وأمثاله ولا تتمالك
نفسها ولا عبراتها ولا كلماتها .. وتنطق بها تصرفاتها بعد ذلك .. فلا يكون
متعة فكرية فقط !
* أين الودود .. العؤود التى إذا ظلمت قالت (هذى يدى فى يدك لا أذوق غمضا حتى ترضى)
فهي من تسترضى الرجل وإن أخطأ ، فهي القلب الكبير
أن النساء ربيع لنا ونعم الربيع *** ما زوجة المرء إلا حصن العفاف المنيع
وجه طليق وعين يقظى وقلب ولوع *** كأنها حين تشدو نجم جلاه الطلوع
* أين التى تعلم أن الإلتزام ليس قرين العبوس والتجهم والضيق بل هى
مع الآخرين كما كان النبى صلى الله عليه وسلم مع الآخرين( كلٌ حسب حاله
).. ومع زوجها كما كانت سيدات بيت النبوة مع خير الخلق ... ولا تقول إلا
خيرا ..فهى مرحة هاشة باشة ضحوك مع زوجها ابتغاء مرضاة الله .......
زوجة صالحة في المنزل *** فهي كنز فاخر للرجل
قد تحلت بحلى الخجل *** فهو يغنيها عن لبس الحلى
* أين التى تفهم كيف تعامل زوجا داعيا إلى الله أو مسؤولا عن عائلة
بمساحة مترامية الأطراف فهو قائد لهم كما كان أصحاب الدعوات ، فما دور
زوجة الإمام ! .. زوجة القائد المربى !...
* أين التى لها رؤية سياسية فتعى وتفهم أين نحن ومن نحن وماذا يراد بنا وتهتم بذلك أو تسأل لتعلم وتفهم ..
التى تكون لديها موقف عقدي من وسائل الإعلام ....!
* أين التى تتحمل وتستوعب وتسعد إن كان الحق أن تكمل عمرها فى كهف أو فى قصر سواء عندها حلوها ومرها .. أنسها ووحشتها ..
أحبَّـاىَ إنْ النَّصـرَ لابدّ َ قـادمٌ *** وإنـى بنصـرِ اللهِ أولُ واثــقِ
سنصدعُ هذا الليلَ يوماً ونلتقـى *** مع الفجر يمحو كلَّ داجٍ وغاسـقِ
ونَمضى على الأيامِ عَزماً مُسـدَّداً *** ونبلغُ ما نـرجـوهُ رغمَ العوائـقِ
فيعلو بنا حقٌّ – عَلونا بفضـلهِ - *** على باطلٍ – رغمَ الظواهرِ – زاهقِ
ونصنعُ بالإسـلامِ دُنيـا كريمـةً *** وننشـرُ نـورَ اللهِ في كلِّ شـارقِ
* أين التى لا تشغل نفسها بلغو الفكر والاهتمام ولغو الكلام ولغو
الشعور والعمل .. فلا تكون ثرثارة فى شؤون الزينة مقتصدة فى شؤون الجد
والواقع والواجب ....
أين التى تبيع كل شئ إذ تبين لها أن الحق في البيع ..!
{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ
وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ
فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ
وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ
فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111
* أين التي لا تشبع من العلم والذكر والخير ، ولا تلهو إلا بالمباح ، وبقدر ما يشرع ، فلا تتسامر مع النسوة طيلة النهار فى :
أكلوا وأكلنا وبنوا وبنينا واشتروا واشترينا ..
بل لا تقبل ذلك !
{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ }
فهي في شغل !
فهي غريبة !
وهكذا يكون حال الإسلام وأهله في آخر الزمان كما أخبر عليه الصلاة والسلام ...
يهمها تحري حالها في زمن الفتن ..يهمها التعلم للتحقق من التوحيد وصحة
الاعتقاد ليصح اليقين والإيمان ، فلا تكون على بدعة وهي لا تدري ، ثم
يهمها إشغال القلب بالآخرة ، و تلك هي الكياسة !
* أين التي تتحمل الآخرين وإن كانوا سيئين أو منافقين أو جاحدين لو كان هناك مصلحة نبهنا إليها الشارع الحكيم ..
فهي مع زوجها واعية مدركة متفهمة ، والجنة نصيبهما ...
فقد كتب الله لهما الزيجة هنا وهناك فلا فرقة إن شاء الله
{وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي
جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ }التوبة72
كلاكما فى العلا كفء لصاحبه *** والكفء في المجد لا يستام بالقيم
فأصبحت عنده في بيت مكرمة *** شيدت دعائمه في منصب سنم
أحسن بها وصلة قد أخذت *** عقدا على الدهر غير منفصم
فأصبحا في صفاء غير منقطع *** على الزمان وود غير منصرم
أين هى ؟؟؟
من روائع ما ضمته كتب السلف :
قال الله تعالى
قل ما يعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم
وقال تعالى
وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان
وقال تعالى
وقال ربكم ادعوني أستجب لكم
اللهم إنى أعوذ بك من نفس لا تشبع وقلب لا يخشع وعلم لا ينفع ودعاء لا يسمع وعين لا تدمع
اللهم إني أسألك وأنا عبدك وأدعوك وأنا عبدك أن تصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم