أهلا وسهلا بك إلى ثانوية الحاج لخضر.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

ثانوية الحاج لخضر :: التواصل :: منتدى الاسلام والاسلاميات

صفحات الموضوعانتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4  الصفحة التالية
شاطر

ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالجمعة يوليو 29, 2011 1:51 pm
المشاركة رقم:
عضو متميز
عضو متميز

louay

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Engine10
عدد المساهمات : 271
الجنس : ذكر
نقاط : 14896
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 19/11/1984
تاريخ التسجيل : 27/07/2011
العمر : 39
مُساهمةموضوع: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ختم المصحف بطريقة جديدة  Images?q=tbn:ANd9GcTMyODZQ4O77LUYMnudJatk25OtrHI6GHsEAY21C-bjP7MB3J18
ختم المصحف بطريقة جديدة  49427




ما أسرع أيامك يا رمضان .. تأتي على شوق ولهف .. وتمضي على عجل ..
يا شهر الصيام ترفق .. ويا شهر القيام تمهل ..

سبحان الله..
منذ أيام، كنا ندعو : "اللهم بلغنا رمضان".
و منذأيام قليلة، هنأ بعضُنا بعضاً ببلوغ رمضان

أخي أختي

لنستغــــــــــــــــل هاته الأيـــــــــــاام في عبـــــــــــاادة الله تعالى وكسب الأجر والثوااب

ختم المصحف بطريقة جديدة  127
فاليوم معي فكرة مصدرها الأخ المعتضد بالله


وهي أن نقووم بختكم القرآن الكريم في هذا الشهر الكريم

والفكرة تنص على :

أننا نضع كل يوم من أيــــــــــاام الشهر المبارك حزبين

على أن يبادر الاعضاء الآخروون إلى وضع كل ما يحتويه هاذين الحزبيـــــــن من إعجـــــااز وتفســـير


وحكايات وقصص وغيرهــــــــاا ...



لتكــــــــــون المنفعة عــــــــــــــاامة لكل الأعضـــــــــــــــ ااء



في إنتظار آرائكم واقتراحاتكم
ختم المصحف بطريقة جديدة  Www.3rbe.com_259




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: louay


توقيع : louay





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالجمعة يوليو 29, 2011 4:36 pm
المشاركة رقم:

المراقبة العــــامة

المراقبة العــــامة

KARINA89

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Unknow10
الولاية : الجزائر
عدد المساهمات : 1726
الجنس : انثى
نقاط : 17184
السٌّمعَة : 9
تاريخ الميلاد : 03/08/1989
تاريخ التسجيل : 22/03/2011
العمر : 35
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


دعني أخي الكريم أولا أن أشكرك على الطرح الراقي

وأبعث شكري أيضا إلى صاحب الفكرة الرائعة المعتضد بالله

أعجبني الموضوع وراق لي كثيرا
وأتمنى من الأعضاء أن يتفاعلوا ومن المشرفين أن يبدوا رأيهم كما تفضل أخي لؤي

أنا عن نفسي أعجبتني الفكرة

أجدد شكري
تحياتي وتقديري

ختم المصحف بطريقة جديدة  968421640




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: KARINA89


توقيع : KARINA89





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالجمعة يوليو 29, 2011 4:57 pm
المشاركة رقم:

المراقبة العــــامة

المراقبة العــــامة

KARINA89

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Unknow10
الولاية : الجزائر
عدد المساهمات : 1726
الجنس : انثى
نقاط : 17184
السٌّمعَة : 9
تاريخ الميلاد : 03/08/1989
تاريخ التسجيل : 22/03/2011
العمر : 35
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


الموضوع يستحق التثبيت أرجوا من الجميع التفاعل
ختم المصحف بطريقة جديدة  QBSjS2NIspEqCPpXhNv9P1PgMDyqnNCkAAAAAElFTkSuQmCC




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: KARINA89


توقيع : KARINA89





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالجمعة يوليو 29, 2011 5:18 pm
المشاركة رقم:
عضو متميز
عضو متميز

louay

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Engine10
عدد المساهمات : 271
الجنس : ذكر
نقاط : 14896
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 19/11/1984
تاريخ التسجيل : 27/07/2011
العمر : 39
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


شكرا أختي الكريمة على تجاوبك معنا , و باذن الله ستنطلق العملية أول أيام رمضان الكريم
و ستكون المشاركة واسعة

شكرا أختي على تكرمك بالموافقة على الموضوع , و سنعمل جاهدين لادراك المبتغى




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: louay


توقيع : louay





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالسبت يوليو 30, 2011 3:03 am
المشاركة رقم:
عضو متميز
عضو متميز

عاشقة القلوب

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Studen10
عدد المساهمات : 255
الجنس : انثى
نقاط : 15027
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 27/11/1992
تاريخ التسجيل : 29/06/2011
العمر : 31
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


فكرة راااااااااااااائعة




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: عاشقة القلوب


توقيع : عاشقة القلوب





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالسبت يوليو 30, 2011 4:48 am
المشاركة رقم:
عضو متميز
عضو متميز

louay

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Engine10
عدد المساهمات : 271
الجنس : ذكر
نقاط : 14896
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 19/11/1984
تاريخ التسجيل : 27/07/2011
العمر : 39
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


شكرا أختي على التفاعل , ننتظر مشاركة الاخرين




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: louay


توقيع : louay





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالسبت يوليو 30, 2011 5:05 am
المشاركة رقم:

كبـــارالشخصيـــات

كبـــارالشخصيـــات

المعتضد بالله

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Unknow10
عدد المساهمات : 471
الجنس : ذكر
نقاط : 15714
السٌّمعَة : 1
تاريخ الميلاد : 01/01/1985
تاريخ التسجيل : 05/03/2011
العمر : 39
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


ربي يوفقك اخي ويعطيك في كل خطوة حسنة




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: المعتضد بالله


توقيع : المعتضد بالله





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالسبت يوليو 30, 2011 5:37 am
المشاركة رقم:
عضو متميز
عضو متميز

عاشقة القلوب

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Studen10
عدد المساهمات : 255
الجنس : انثى
نقاط : 15027
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 27/11/1992
تاريخ التسجيل : 29/06/2011
العمر : 31
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [/img]
[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [/img]
[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [/img]
[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [/img][img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [/img]




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: عاشقة القلوب


توقيع : عاشقة القلوب





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالسبت يوليو 30, 2011 5:38 am
المشاركة رقم:
عضو متميز
عضو متميز

عاشقة القلوب

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Studen10
عدد المساهمات : 255
الجنس : انثى
نقاط : 15027
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 27/11/1992
تاريخ التسجيل : 29/06/2011
العمر : 31
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [/img]
[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [/img][img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [/img]




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: عاشقة القلوب


توقيع : عاشقة القلوب





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالسبت يوليو 30, 2011 5:45 am
المشاركة رقم:
عضو متميز
عضو متميز

louay

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Engine10
عدد المساهمات : 271
الجنس : ذكر
نقاط : 14896
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 19/11/1984
تاريخ التسجيل : 27/07/2011
العمر : 39
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


شكرا أختي , نقدّر مجهودانك ,و نسأل المولى أن يجعلها في ميزان حسناتك




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: louay


توقيع : louay





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالسبت يوليو 30, 2011 6:06 am
المشاركة رقم:

المــدير العــــام

المــدير العــــام

Amir.Alhayat

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Studen10
الولاية : خنشلة
عدد المساهمات : 2608
الجنس : ذكر
نقاط : 18815
السٌّمعَة : 7
تاريخ الميلاد : 10/06/1994
تاريخ التسجيل : 08/03/2011
العمر : 30
https://zoui-lycee.mam9.com/
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة





شكرا لكـ اخي على الطرح المميز


موضوع هادف جعله الله في ميزان حسناتك



لقد تم تثبيت الموضوع




وأتمنى مشاركة كل الأعضاء


وننتظر قدوم الشهر المبارك لبداية العمل



تحياتي





الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: Amir.Alhayat


توقيع : Amir.Alhayat





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالسبت يوليو 30, 2011 10:45 am
المشاركة رقم:

المراقبة العــــامة

المراقبة العــــامة

براءة أنثى

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Studen10
الولاية : خنشلة
عدد المساهمات : 1145
الجنس : انثى
نقاط : 16181
السٌّمعَة : 3
تاريخ الميلاد : 27/01/1993
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 31
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


شكرا لك
فكرة رائعة




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: براءة أنثى


توقيع : براءة أنثى





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالسبت يوليو 30, 2011 11:19 am
المشاركة رقم:
عضوة جديدة
عضوة جديدة

اميرة الاسلام

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Studen10
عدد المساهمات : 25
الجنس : انثى
نقاط : 14946
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 12/08/1993
تاريخ التسجيل : 07/04/2011
العمر : 31
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


جزاك الله كل خير
فكرة رائعة

مشكورة
ورمضان مبارك على الجميع




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: اميرة الاسلام


توقيع : اميرة الاسلام





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالسبت يوليو 30, 2011 1:10 pm
المشاركة رقم:

مشـــرفة عــــامة

مشـــرفة عــــامة

الدمعة السوداء

إحصائية العضو

عدد المساهمات : 391
الجنس : انثى
نقاط : 15538
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
http://amalalhayat.forumalgerie.net/
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


شكرا لكما اخ لؤي لطرح الموضوع و اخ محمد للفكرة الرائعة

بارك الله فيكما انها فكرة جميلة جدا

سنحاول جميعا اقصى جهودنا

في انتظار حلول رمضان شهر الرحمة و الغفران

بارك الله فيكم و وفقكم الى ما يحبه و يرضاه




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: الدمعة السوداء


توقيع : الدمعة السوداء





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالسبت يوليو 30, 2011 5:02 pm
المشاركة رقم:

عضـــــو نشــيط

عضـــــو    نشــيط

سيف

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Studen10
عدد المساهمات : 38
الجنس : ذكر
نقاط : 14648
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 06/08/1989
تاريخ التسجيل : 17/07/2011
العمر : 35
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة  650269930




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: سيف


توقيع : سيف





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالأحد يوليو 31, 2011 5:39 pm
المشاركة رقم:
عضو متميز
عضو متميز

louay

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Engine10
عدد المساهمات : 271
الجنس : ذكر
نقاط : 14896
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 19/11/1984
تاريخ التسجيل : 27/07/2011
العمر : 39
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


نبدأ على بركة الله أول حزبين .
بسم الله الرحمن الرحيم (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)
(بسم الله الرحمن الرحيم)
الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ( 8 ) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16) مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22) وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25) إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26) الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (48) وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمْ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56) وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57) وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60) وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (76) أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (86) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ (88) وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (91) وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمْ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (94) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (95) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (97) مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ (98) وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99) أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (100) وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَقَالَتْ الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115) وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (121) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (123) وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134) وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (141)




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: louay


توقيع : louay





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالأحد يوليو 31, 2011 5:51 pm
المشاركة رقم:
عضو متميز
عضو متميز

louay

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Engine10
عدد المساهمات : 271
الجنس : ذكر
نقاط : 14896
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 19/11/1984
تاريخ التسجيل : 27/07/2011
العمر : 39
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة



1-سورةالفاتحة
السورة الكريمة مكية وآياتها سبعٌ بالإِجماع، وتسمى "الفاتحة، وأم الكتاب، والسبع المثاني، والشافية، والوافية، والكافية، والأساس،والحمد".
بســــمِ اللهِ الرحمنِ الرَّحيمِ
{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(2)أي قولوا يا عبادي إِذا أردتم شكري وثنائي الحمد لله،
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(3)الذي وسعت رحمته كل شيء،
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(4)سبحانه المالك للجزاء والحساب،المتصرف في يوم الدين تصرّف المالك في ملكه
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}أي نخصُّك يا الله بالعبادة، وبطلب الإِعانة،
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}أي دلنا وأرشدنا وثبتنايا رب إِلى طريقك الحق ودينك المستقيم،
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} أي طريق من تفضّلت عليهم بالجود والإِنعام، من النبييّن والصدّيقين والشهداء والصالحين،
{غَيْرِالْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} أي لا تجعلنا يا الله من زمرة أعدائك الحائدين عن الصراط المستقيم، المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى.




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: louay


توقيع : louay





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالإثنين أغسطس 01, 2011 4:08 am
المشاركة رقم:

المــدير العــــام

المــدير العــــام

Amir.Alhayat

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Studen10
الولاية : خنشلة
عدد المساهمات : 2608
الجنس : ذكر
نقاط : 18815
السٌّمعَة : 7
تاريخ الميلاد : 10/06/1994
تاريخ التسجيل : 08/03/2011
العمر : 30
https://zoui-lycee.mam9.com/
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


بســـــــــــــــــــــم الله الرحمان الرحيم



أولا أهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك


أمـــــــــــــاا بعد



سورة البقرة هي أطول سور القرآن.

وقيل : هي أول سورة نزلت بالمدينة ، إلا قول الله تعالى : واتقوا يوما ترجعون
فيه إلى الله :الآية {281 } من سورة البقرة

و سميت سورة البقرة بهذا الاسم لأنها تحتوي على قصة البقرة و بنى إسرائيل في عهد نبى الله موسى في الآيات من 67 إلى الآية 73.

وهذه السورة فضلها عظيم وثوابها جسيم . عن النواس بن سمعان قال : سمعت
رسول الله ختم المصحف بطريقة جديدة  3096237446سلم يقول:يؤتى يوم القيامة بالقرآن ، وأهله
الذين كانوا يعملون به في الدنيا ، تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن
صاحبهما رواه مسلم . عن أَبي مسعود الأَنصارِيِ قال قال النبِي صلى الله
عليه وسلم الآيتان من آخرِ سورة البقرة من قرأَ بهِما في ليلة كفتاه.


ويقال لها : فسطاط القرآن ؛ قاله خالد بن معدان . وذلك لعظمها وبهائها ،
وكثرة أحكامها ومواعظها . وتعلمها عمر بن الخطاب بفقهها وما تحتوي عليه في
اثنتي عشرة سنة ، وابنه عبد الله في ثماني سنين .

السورة اشتملت على ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر.









الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: Amir.Alhayat


توقيع : Amir.Alhayat





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالإثنين أغسطس 01, 2011 6:13 am
المشاركة رقم:

المراقبة العــــامة

المراقبة العــــامة

براءة أنثى

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Studen10
الولاية : خنشلة
عدد المساهمات : 1145
الجنس : انثى
نقاط : 16181
السٌّمعَة : 3
تاريخ الميلاد : 27/01/1993
تاريخ التسجيل : 17/04/2011
العمر : 31
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


سورة البقرة


الم (1)

هذه الحروف وغيرها من الحروف المقطَّعة في أوائل السور فيها إشارة إلى إعجاز القرآن; فقد وقع به تحدي المشركين, فعجزوا عن معارضته, وهو مركَّب من هذه الحروف التي تتكون منها لغة العرب. فدَلَّ عجز العرب عن الإتيان بمثله -مع أنهم أفصح الناس- على أن القرآن وحي من الله.



ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)

ذلك القرآن هو الكتاب العظيم الذي لا شَكَّ أنه من عند الله, فلا يصح أن يرتاب فيه أحد لوضوحه, ينتفع به المتقون بالعلم النافع والعمل الصالح وهم الذين يخافون الله, ويتبعون أحكامه.



الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)

وهم الذين يُصَدِّقون بالغيب الذي لا تدركه حواسُّهم ولا عقولهم وحدها; لأنه لا يُعْرف إلا بوحي الله إلى رسله, مثل الإيمان بالملائكة, والجنة, والنار, وغير ذلك مما أخبر الله به أو أخبر به رسوله، (والإيمان: كلمة جامعة للإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وتصديق الإقرار بالقول والعمل بالقلب واللسان والجوارح) وهم مع تصديقهم بالغيب يحافظون على أداء الصلاة في مواقيتها أداءً صحيحًا وَفْق ما شرع الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم, ومما أعطيناهم من المال يخرجون صدقة أموالهم الواجبة والمستحبة.



وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)

والذين يُصَدِّقون بما أُنزل إليك أيها الرسول من القرآن, وبما أنزل إليك من الحكمة, وهي السنة, وبكل ما أُنزل مِن قبلك على الرسل من كتب, كالتوراة والإنجيل وغيرهما, ويُصَدِّقون بدار الحياة بعد الموت وما فيها من الحساب والجزاء، تصديقا بقلوبهم يظهر على ألسنتهم وجوارحهم وخص يوم الآخرة; لأن الإيمان به من أعظم البواعث على فعل الطاعات, واجتناب المحرمات, ومحاسبة النفس.



أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5)

أصحاب هذه الصفات يسيرون على نور من ربهم وبتوفيق مِن خالقهم وهاديهم, وهم الفائزون الذين أدركوا ما طلبوا, ونَجَوا من شرِّ ما منه هربوا.



إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)

إن الذين جحدوا ما أُنزل إليك من ربك استكبارًا وطغيانًا, لن يقع منهم الإيمان, سواء أخوَّفتهم وحذرتهم من عذاب الله, أم تركت ذلك؛ لإصرارهم على باطلهم.





خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)

طبع الله على قلوب هؤلاء وعلى سمعهم, وجعل على أبصارهم غطاء; بسبب كفرهم وعنادهم مِن بعد ما تبيَّن لهم الحق, فلم يوفقهم للهدى, ولهم عذاب شديد في نار جهنم.



وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (Cool

ومن الناس فريق يتردد متحيِّرًا بين المؤمنين والكافرين, وهم المنافقون الذين يقولون بألسنتهم: صدَّقْنَا بالله وباليوم الآخر, وهم في باطنهم كاذبون لم يؤمنوا.



يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)

يعتقدون بجهلهم أنهم يخادعون الله والذين آمنوا بإظهارهم الإيمان وإضمارهم الكفر, وما يخدعون إلا أنفسهم; لأن عاقبة خداعهم تعود عليهم. ومِن فرط جهلهم لا يُحِسُّون بذلك; لفساد قلوبهم.



فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)

في قلوبهم شكٌّ وفساد فابْتُلوا بالمعاصي الموجبة لعقوبتهم, فزادهم الله شكًا, ولهم عقوبة موجعة بسبب كذبهم ونفاقهم.



وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)

وإذا نُصحوا ليكفُّوا عن الإفساد في الأرض بالكفر والمعاصي, وإفشاء أسرار المؤمنين, وموالاة الكافرين, قالوا كذبًا وجدالا إنما نحن أهل الإصلاح.



أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)

إنَّ هذا الذي يفعلونه ويزعمون أنه إصلاح هو عين الفساد, لكنهم بسبب جهلهم وعنادهم لا يُحِسُّون.



وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13)

وإذا قيل للمنافقين: آمِنُوا -مثل إيمان الصحابة، وهو الإيمان بالقلب واللسان والجوارح-, جادَلوا وقالوا: أَنُصَدِّق مثل تصديق ضعاف العقل والرأي, فنكون نحن وهم في السَّفَهِ سواء؟ فردَّ الله عليهم بأن السَّفَهَ مقصور عليهم, وهم لا يعلمون أن ما هم فيه هو الضلال والخسران.



وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)

هؤلاء المنافقون إذا قابلوا المؤمنين قالوا: صدَّقنا بالإسلام مثلكم, وإذا انصرفوا وذهبوا إلى زعمائهم الكفرة المتمردين على الله أكَّدوا لهم أنهم على ملة الكفر لم يتركوها, وإنما كانوا يَسْتَخِفُّون بالمؤمنين, ويسخرون منهم.



اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)

الله يستهزئ بهم ويُمهلهم; ليزدادوا ضلالا وحَيْرة وترددًا, ويجازيهم على استهزائهم بالمؤمنين.



أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)

أولئك المنافقون باعوا أنفسهم في صفقة خاسرة, فأخذوا الكفر, وتركوا الإيمان, فما كسبوا شيئًا, بل خَسِروا الهداية. وهذا هو الخسران المبين.



مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (17)

حال المنافقين الذين آمنوا -ظاهرًا لا باطنًا- برسالة محمد صلى الله عليه وسلم, ثم كفروا, فصاروا يتخبطون في ظلماتِ ضلالهم وهم لا يشعرون, ولا أمل لهم في الخروج منها, تُشْبه حالَ جماعة في ليلة مظلمة, وأوقد أحدهم نارًا عظيمة للدفء والإضاءة, فلما سطعت النار وأنارت ما حوله, انطفأت وأعتمت, فصار أصحابها في ظلمات لا يرون شيئًا, ولا يهتدون إلى طريق ولا مخرج.



صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18)

هم صُمٌّ عن سماع الحق سماع تدبر, بُكْم عن النطق به, عُمْي عن إبصار نور الهداية; لذلك لا يستطيعون الرجوع إلى الإيمان الذي تركوه, واستعاضوا عنه بالضلال.



أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)

أو تُشْبه حالُ فريق آخر من المنافقين يظهر لهم الحق تارة, ويشكون فيه تارة أخرى, حالَ جماعة يمشون في العراء, فينصب عليهم مطر شديد, تصاحبه ظلمات بعضها فوق بعض, مع قصف الرعد, ولمعان البرق, والصواعق المحرقة, التي تجعلهم من شدة الهول يضعون أصابعهم في آذانهم; خوفًا من الهلاك. والله تعالى محيط بالكافرين لا يفوتونه ولا يعجزونه.



يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)

يقارب البرق -من شدة لمعانه- أن يسلب أبصارهم, ومع ذلك فكلَّما أضاء لهم مشَوْا في ضوئه, وإذا ذهب أظلم الطريق عليهم فيقفون في أماكنهم. ولولا إمهال الله لهم لسلب سمعهم وأبصارهم, وهو قادر على ذلك في كل وقتٍ, إنه على كل شيء قدير.



يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)

نداء من الله للبشر جميعًا: أن اعبدوا الله الذي ربَّاكم بنعمه, وخافوه ولا تخالفوا دينه; فقد أوجدكم من العدم, وأوجد الذين من قبلكم; لتكونوا من المتقين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه.



الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)

ربكم الذي جعل لكم الأرض بساطًا; لتسهل حياتكم عليها, والسماء محكمة البناء, وأنزل المطر من السحاب فأخرج لكم به من ألوان الثمرات وأنواع النبات رزقًا لكم, فلا تجعلوا لله نظراء في العبادة, وأنتم تعلمون تفرُّده بالخلق والرزق, واستحقاقِه العبودية.

.



وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (23)

وإن كنتم -أيها الكافرون المعاندون- في شَكٍّ من القرآن الذي نَزَّلناه على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم, وتزعمون أنه ليس من عند الله, فهاتوا سورة تماثل سورة من القرآن, واستعينوا بمن تقدرون عليه مِن أعوانكم, إن كنتم صادقين في دعواكم



فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24)

فإن عجَزتم الآن -وستعجزون مستقبلا لا محالة- فاتقوا النار بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وطاعة الله تعالى. هذه النار التي حَطَبُها الناس والحجارة, أُعِدَّتْ للكافرين بالله ورسله



وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)

وأخبر -أيها الرسول- أهل الإيمان والعمل الصالح خبرًا يملؤهم سرورًا, بأن لهم في الآخرة حدائق عجيبة, تجري الأنهار تحت قصورها العالية وأشجارها الظليلة. كلَّما رزقهم الله فيها نوعًا من الفاكهة اللذيذة قالوا: قد رَزَقَنا الله هذا النوع من قبل, فإذا ذاقوه وجدوه شيئًا جديدًا في طعمه ولذته, وإن تشابه مع سابقه في اللون والمنظر والاسم. ولهم في الجنَّات زوجات مطهَّرات من كل ألوان الدنس الحسيِّ كالبول والحيض, والمعنوي كالكذب وسوء الخُلُق. وهم في الجنة ونعيمها دائمون, لا يموتون فيها ولا يخرجون منها.



إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ (26)

إن الله تعالى لا يستحيي من الحق أن يذكر شيئًا ما, قلَّ أو كثر, ولو كان تمثيلا بأصغر شيء, كالبعوضة والذباب ونحو ذلك, مما ضربه الله مثلا لِعَجْز كل ما يُعْبَد من دون الله. فأما المؤمنون فيعلمون حكمة الله في التمثيل بالصغير والكبير من خلقه, وأما الكفار فَيَسْخرون ويقولون: ما مراد الله مِن ضَرْب المثل بهذه الحشرات الحقيرة؟ ويجيبهم الله بأن المراد هو الاختبار, وتمييز المؤمن من الكافر; لذلك يصرف الله بهذا المثل ناسًا كثيرين عن الحق لسخريتهم منه, ويوفق به غيرهم إلى مزيد من الإيمان والهداية. والله تعالى لا يظلم أحدًا; لأنه لا يَصْرِف عن الحق إلا الخارجين عن طاعته.



الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (27)

الذين ينكثون عهد الله الذي أخذه عليهم بالتوحيد والطاعة, وقد أكَّده بإرسال الرسل, وإنزال الكتب, ويخالفون دين الله كقطع الأرحام ونشر الفساد في الأرض, أولئك هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.



كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)

كيف تنكرون -أيُّها المشركون- وحدانية الله تعالى, وتشركون به غيره في العبادة مع البرهان القاطع عليها في أنفسكم؟ فلقد كنتم أمواتًا فأوجدكم ونفخ فيكم الحياة, ثم يميتكم بعد انقضاء آجالكم التي حددها لكم, ثم يعيدكم أحياء يوم البعث, ثم إليه ترجعون للحساب والجزاء.



هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)

اللهُ وحده الذي خَلَق لأجلكم كل ما في الأرض من النِّعم التي تنتفعون بها, ثم قصد إلى خلق السموات, فسوَّاهنَّ سبع سموات, وهو بكل شيء عليم. فعِلْمُه -سبحانه- محيط بجميع ما خلق



وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ (30)

واذكر -أيها الرسول- للناس حين قال ربك للملائكة: إني جاعل في الأرض قومًا يخلف بعضهم بعضًا لعمارتها. قالت: يا ربَّنا علِّمْنا وأَرْشِدْنا ما الحكمة في خلق هؤلاء, مع أنَّ من شأنهم الإفساد في الأرض واراقة الدماء ظلما وعدوانًا ونحن طوع أمرك, ننزِّهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك، ونمجِّدك بكل صفات الكمال والجلال؟ قال الله لهم: إني أعلم ما لا تعلمون من الحكمة البالغة في خلقهم



وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)

وبيانًا لفضل آدم عليه السلام علَّمه الله أسماء الأشياء كلها, ثم عرض مسمياتها على الملائكة قائلا لهم: أخبروني بأسماء هؤلاء الموجودات, إن كنتم صادقين في أنكم أَوْلى بالاستخلاف في الأرض منهم



قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)

قالت الملائكة: ننزِّهك يا ربَّنا, ليس لنا علم إلا ما علَّمتنا إياه. إنك أنت وحدك العليم بشئون خلقك, الحكيم في تدبيرك.



قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)

قال الله: يا آدم أخبرهم بأسماء هذه الأشياء التي عجَزوا عن معرفتها. فلما أخبرهم آدم بها, قال الله للملائكة: لقد أخبرتكم أني أعلم ما خفي عنكم في السموات والأرض, وأعلم ما تظهرونه وما تخفونه.



وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (34)

واذكر -أيها الرسول- للناس تكريم الله لآدم حين قال سبحانه للملائكة: اسجدوا لآدم إكرامًا له وإظهارًا لفضله, فأطاعوا جميعًا إلا إبليس امتنع عن السجود تكبرًا وحسدًا, فصار من الجاحدين بالله, العاصين لأمره.



وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ (35)

وقال الله: يا آدم اسكن أنت وزوجك حواء الجنة, وتمتعا بثمارها تمتعًا هنيئًا واسعًا في أي مكان تشاءان فيها, ولا تقربا هذه الشجرة حتى لا تقعا في المعصية, فتصيرا من المتجاوزين أمر الله.



فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36)

فأوقعهما الشيطان في الخطيئة: بأنْ وسوس لهما حتى أكلا من الشجرة, فتسبب في إخراجهما من الجنة ونعيمها. وقال الله لهم: اهبطوا إلى الأرض, يعادي بعضكم بعضًا -أي آدم وحواء والشيطان- ولكم في الأرض استقرار وإقامة, وانتفاع بما فيها إلى وقت انتهاء آجالكم.



فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)

فتلقى آدمُ بالقبول كلماتٍ, ألهمه الله إياها توبة واستغفارًا, وهي قوله تعالى: (ربَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِن الخَاسِرِينَ) فتاب الله عليه, وغفر له ذنبه إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِن عباده, الرحيم بهم



قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)

قال الله لهم: اهبطوا من الجنة جميعًا, وسيأتيكم أنتم وذرياتكم المتعاقبة ما فيه هدايتكم إلى الحق. فمن عمل بها فلا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا



وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)

والذين جحدوا وكذبوا بآياتنا المتلوة ودلائل توحيدنا, أولئك الذين يلازمون النار, هم فيها خالدون, لا يخرجون منها.



يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)

يا ذرية يعقوب اذكروا نعمي الكثيرة عليكم, واشكروا لي, وأتموا وصيتي لكم: بأن تؤمنوا بكتبي ورسلي جميعًا, وتعملوا بشرائعي. فإن فعلتم ذلك أُتمم لكم ما وعدتكم به من الرحمة في الدنيا, والنجاة في الآخرة. وإيَّايَ -وحدي- فخافوني, واحذروا نقمتي إن نقضتم العهد, وكفرتم بي



وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)

وآمنوا- يا بني إسرائيل- بالقرآن الذي أنزَلْتُه على محمد نبي الله ورسوله, موافقًا لما تعلمونه من صحيح التوراة, ولا تكونوا أول فريق من أهل الكتاب يكفر به, ولا تستبدلوا بآياتي ثمنًا قليلا من حطام الدنيا الزائل, وإياي وحدي فاعملوا بطاعتي واتركوا معصيتي.



وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42)

ولا تخلِطوا الحق الذي بيَّنته لكم بالباطل الذي افتريتموه, واحذروا كتمان الحق الصريح من صفة نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم التي في كتبكم, وأنتم تجدونها مكتوبة عندكم، فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم.



وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)

وادخلوا في دين الإسلام: بأن تقيموا الصلاة على الوجه الصحيح, كما جاء بها نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وتؤدوا الزكاة المفروضة على الوجه المشروع, وتكونوا مع الراكعين من أمته صلى الله عليه وسلم.



أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (44)

ما أقبح حالَكم وحالَ علمائكم حين تأمرون الناس بعمل الخيرات, وتتركون أنفسكم, فلا تأمرونها بالخير العظيم, وهو الإسلام, وأنتم تقرءون التوراة, التي فيها صفات محمد صلى الله عليه وسلم, ووجوب الإيمان به!! أفلا تستعملون عقولكم استعمالا صحيحًا



وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)

واستعينوا في كل أموركم بالصبر بجميع أنواعه, وكذلك الصلاة. وإنها لشاقة إلا على الخاشعين الذين يخشون الله ويرجون ما عنده, ويوقنون أنهم ملاقو ربِّهم جلَّ وعلا بعد الموت, وأنهم إليه راجعون يوم القيامة للحساب والجزاء.



يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)

يا ذرية يعقوب تذكَّروا نعمي الكثيرة عليكم, واشكروا لي عليها, وتذكروا أني فَضَّلْتكم على عالَمي زمانكم بكثرة الأنبياء, والكتب المنزَّلة كالتوراة والإنجيل



وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (48)

وخافوا يوم القيامة, يوم لا يغني أحد عن أحد شيئًا, ولا يقبل الله شفاعة في الكافرين, ولا يقبل منهم فدية, ولو كانت أموال الأرض جميعًا, ولا يملك أحد في هذا اليوم أن يتقدم لنصرتهم وإنقاذهم من العذاب.



وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)

واذكروا نعمتنا عليكم حين أنقذناكم من بطش فرعون وأتباعه, وهم يُذيقونكم أشدَّ العذاب, فيُكثِرون مِن ذَبْح أبنائكم, وترك بناتكم للخدمة والامتهان. وفي ذلك اختبار لكم من ربكم, وفي إنجائكم منه نعمة عظيمة, تستوجب شكر الله تعالى في كل عصوركم وأجيالكم



وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ (50)

واذكروا نعمتنا عليكم, حين فَصَلْنا بسببكم البحر, وجعلنا فيه طرقًا يابسةً, فعبرتم, وأنقذناكم من فرعون وجنوده, ومن الهلاك في الماء. فلما دخل فرعون وجنوده طرقكم أهلكناهم في الماء أمام أعينكم



وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)

واذكروا نعمتنا عليكم: حين واعدنا موسى أربعين ليلة لإنزال التوراة هدايةً ونورًا لكم, فإذا بكم تنتهزون فرصة غيابه هذه المدة القليلة, وتجعلون العجل الذي صنعتموه بأيديكم معبودًا لكم من دون الله - وهذا أشنع الكفر بالله- وأنتم ظالمون باتخاذكم العجل إلهًا.



ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)

ثمَّ تجاوزنا عن هذه الفعلة المنكرة, وقَبِلْنَا توبتكم بعد عودة موسى; رجاءَ أن تشكروا الله على نعمه وأفضاله, ولا تتمادوا في الكفر والطغيان.



وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)

واذكروا نعمتنا عليكم حين أعطينا موسى الكتاب الفارق بين الحق والباطل -وهو التوراة-; لكي تهتدوا من الضلالة



وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمْ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)

واذكروا نعمتنا عليكم حين قال موسى لقومه: إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل إلهًا, فتوبوا إلى خالقكم: بأن يَقْتل بعضكم بعضًا, وهذا خير لكم عند خالقكم من الخلود الأبدي في النار, فامتثلتم ذلك, فمنَّ الله عليكم بقَبول توبتكم. إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِن عباده, الرحيم بهم.



وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمْ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ (55)

واذكروا إذ قلتم: يا موسى لن نصدقك في أن الكلام الذي نسمعه منك هو كلام الله, حتى نرى الله عِيَانًا, فنزلت نار من السماء رأيتموها بأعينكم, فقَتَلَتْكم بسبب ذنوبكم, وجُرْأتكم على الله تعالى.



ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)

ثم أحييناكم مِن بعد موتكم بالصاعقة; لتشكروا نعمة الله عليكم, فهذا الموت عقوبة لهم, ثم بعثهم الله لاستيفاء آجالهم.



وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)

واذكروا نعمتنا عليكم حين كنتم تتيهون في الأرض; إذ جعلنا السحاب مظللا عليكم من حَرِّ الشمس, وأنزلنا عليكم المنَّ, وهو شيء يشبه الصَّمغ طعمه كالعسل, وأنزلنا عليكم السَّلوى وهو طير يشبه السُّمانَى, وقلنا لكم: كلوا من طيِّبات ما رزقناكم, ولا تخالفوا دينكم, فلم تمتثلوا. وما ظلمونا بكفران النعم, ولكن كانوا أنفسهم يظلمون; لأن عاقبة الظلم عائدة عليهم



وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)

واذكروا نعمتنا عليكم حين قلنا: ادخلوا مدينة "بيت المقدس" فكلوا من طيباتها في أي مكان منها أكلا هنيئًا, وكونوا في دخولكم خاضعين لله, ذليلين له, وقولوا: ربَّنا ضَعْ عنَّا ذنوبنا, نستجب لكم ونعف ونسترها عليكم, وسنزيد المحسنين بأعمالهم خيرًا وثوابًا



فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)

فبدَّل الجائرون الضالون من بني إسرائيل قول الله, وحرَّفوا القول والفعل جميعًا, إذ دخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا: حبة في شعرة, واستهزءوا بدين الله. فأنزل الله عليهم عذابًا من السماء; بسبب تمردهم وخروجهم عن طاعة الله.



وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)

واذكروا نعمتنا عليكم -وأنتم عطاش في التِّيْه- حين دعانا موسى -بضراعة- أن نسقي قومه, فقلنا: اضرب بعصاك الحجر, فضرب, فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا, بعدد القبائل, مع إعلام كل قبيلة بالعين الخاصة بها حتى لا يتنازعوا. وقلنا لهم: كلوا واشربوا من رزق الله, ولا تسعوا في الأرض مفسدين.



وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)

واذكروا حين أنزلنا عليكم الطعام الحلو, والطير الشهي, فبطِرتم النعمة كعادتكم, وأصابكم الضيق والملل, فقلتم: يا موسى لن نصبر على طعام ثابت لا يتغير مع الأيام, فادع لنا ربك يخرج لنا من نبات الأرض طعامًا من البقول والخُضَر, والقثاء والحبوب التي تؤكل, والعدس, والبصل. قال موسى -مستنكرًا عليهم-: أتطلبون هذه الأطعمة التي هي أقل قدرًا, وتتركون هذا الرزق النافع الذي اختاره الله لكم؟ اهبطوا من هذه البادية إلى أي مدينة, تجدوا ما اشتهيتم كثيرًا في الحقول والأسواق. ولما هبطوا تبيَّن لهم أنهم يُقَدِّمون اختيارهم -في كل موطن- على اختيار الله, ويُؤْثِرون شهواتهم على ما اختاره الله لهم; لذلك لزمتهم صِفَةُ الذل وفقر النفوس, وانصرفوا ورجعوا بغضب من الله; لإعراضهم عن دين الله, ولأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين ظلمًا وعدوانًا; وذلك بسبب عصيانهم وتجاوزهم حدود ربهم.



إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)

إن المؤمنين من هذه الأمة, الذين صدَّقوا بالله ورسله, وعملوا بشرعه, والذين كانوا قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من الأمم السالفة من اليهود, والنصارى, والصابئين- وهم قوم باقون على فطرتهم, ولا دين مقرر لهم يتبعونه- هؤلاء جميعًا إذا صدَّقوا بالله تصديقًا صحيحًا خالصًا, وبيوم البعث والجزاء, وعملوا عملا مرضيًا عند الله, فثوابهم ثابت لهم عند ربهم, ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا. وأما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمًا للنبيين والمرسلين إلى الناس كافة, فلا يقبل الله من أحد دينًا غير ما جاء به, وهو الإسلام.



وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)

واذكروا -يا بني إسرائيل- حين أَخَذْنا العهد المؤكَّد منكم بالإيمان بالله وإفراده بالعبادة, ورفعنا جبل الطور فوقكم, وقلنا لكم: خذوا الكتاب الذي أعطيناكم بجدٍ واجتهاد واحفظوه, وإلا أطبقنا عليكم الجبل، ولا تنسوا التوراة قولا وعملا كي تتقوني وتخافوا عقابي.



ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ (64)

ثم خالفتم وعصيتم مرة أخرى, بعد أَخْذِ الميثاق ورَفْع الجبل كشأنكم دائمًا. فلولا فَضْلُ الله عليكم ورحمته بالتوبة, والتجاوز عن خطاياكم, لصرتم من الخاسرين في الدنيا والآخرة.



وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)

ولقد علمتم -يا معشر اليهود- ما حلَّ من البأس بأسلافكم من أهل القرية التي عصت الله، فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت، فاحتالوا لاصطياد السمك في يوم السبت ، بوضع الشِّباك وحفر البِرَك، ثم اصطادوا السمك يوم الأحد حيلة إلى المحرم، فلما فعلوا ذلك، مسخهم الله قردة منبوذين.



فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)

فجعلنا هذه القرية عبرة لمن بحضرتها من القرى, يبلغهم خبرها وما حلَّ بها, وعبرة لمن يعمل بعدها مثل تلك الذُّنوب, وجعلناها تذكرة للصالحين; ليعلموا أنهم على الحق, فيثبتوا عليه.



وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (67)

واذكروا يا بني إسرائيل جناية أسلافكم, وكثرة تعنتهم وجدالهم لموسى عليه الصلاة والسلام, حين قال لهم: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة, فقالوا -مستكبرين-: أتجعلنا موضعًا للسخرية والاستخفاف؟ فردَّ عليهم موسى بقوله: أستجير بالله أن أكون من المستهزئين.



قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)

قالوا: ادع لنا ربَّك يوضح لنا صفة هذه البقرة, فأجابهم: إن الله يقول لكم: صفتها ألا تكون مسنَّة هَرِمة, ولا صغيرة فَتِيَّة, وإنما هي متوسطة بينهما, فسارِعوا إلى امتثال أمر ربكم.



قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)

فعادوا إلى جدالهم قائلين: ادع لنا ربك يوضح لنا لونها. قال: إنه يقول: إنها بقرة صفراء شديدة الصُّفْرة, تَسُرُّ مَن ينظر إليها.



قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)

قال بنو إسرائيل لموسى: ادع لنا ربك يوضح لنا صفات أخرى غير ما سبق; لأن البقر -بهذه الصفات- كثير فاشْتَبَهَ علينا ماذا نختار؟ وإننا -إن شاء الله- لمهتدون إلى البقرة المأمور بذبحها.



قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)

قال لهم موسى: إن الله يقول: إنها بقرة غير مذللة للعمل في حراثة الأرض للزراعة, وغير معدة للسقي من الساقية, وخالية من العيوب جميعها, وليس فيها علامة من لون غير لون جلدها. قالوا: الآن جئت بحقيقة وصف البقرة, فاضطروا إلى ذبحها بعد طول المراوغة, وقد قاربوا ألا يفعلوا ذلك لعنادهم. وهكذا شددوا فشدَّد الله عليهم



وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72)

واذكروا إذ قتلتم نفسًا فتنازعتم بشأنها, كلٌّ يدفع عن نفسه تهمة القتل, والله مخرج ما كنتم تخفون مِن قَتْل القتيل.



فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)

فقلنا: اضربوا القتيل بجزء من هذه البقرة المذبوحة, فإن الله سيبعثه حيًا, ويخبركم عن قاتله. فضربوه ببعضها فأحياه الله وأخبر بقاتله. كذلك يُحيي الله الموتى يوم القيامة, ويريكم- يا بني إسرائيل- معجزاته الدالة على كمال قدرته تعالى; لكي تتفكروا بعقولكم, فتمتنعوا عن معاصيه.



ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنْ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)

ولكنكم لم تنتفعوا بذلك; إذ بعد كل هذه المعجزات الخارقة اشتدت قلوبكم وغلظت, فلم يَنْفُذ إليها خير, ولم تَلِنْ أمام الآيات الباهرة التي أريتكموها, حتى صارت قلوبكم مثل الحجارة الصمَّاء, بل هي أشد منها غلظة; لأن من الحجارة ما يتسع وينفرج حتى تنصبَّ منه المياه صبًا, فتصير أنهارًا جاريةً, ومن الحجارة ما يتصدع فينشق, فتخرج منه العيون والينابيع, ومن الحجارة ما يسقط من أعالي الجبال مِن خشية الله تعالى وتعظيمه. وما الله بغافل عما تعملون.



أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)

أيها المسلمون أنسيتم أفعال بني إسرائيل, فطمعت نفوسكم أن يصدِّق اليهودُ بدينكم؟ وقد كان علماؤهم يسمعون كلام الله من التوراة, ثم يحرفونه بِصَرْفِه إلى غير معناه الصحيح بعد ما عقلوا حقيقته, أو بتحريف ألفاظه, وهم يعلمون أنهم يحرفون كلام رب العالمين عمدًا وكذبًا



وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (76)

هؤلاء اليهود إذا لقوا الذين آمنوا قالوا بلسانهم: آمنَّا بدينكم ورسولكم المبشَّر به في التوراة, وإذا خلا بعض هؤلاء المنافقين من اليهود إلى بعض قالوا في إنكار: أتحدِّثون المؤمنين بما بيَّن الله لكم في التوراة من أمر محمد; لتكون لهم الحجة عليكم عند ربكم يوم القيامة؟ أفلا تفقهون فتحذروا؟



أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)

أيفعلون كلَّ هذه الجرائم, ولا يعلمون أن الله يعلم جميع ما يخفونه وما يظهرونه؟



وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (78)

ومن اليهود جماعة يجهلون القراءة والكتابة, ولا يعلمون التوراة وما فيها من صفات نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وما عندهم من ذلك إلا أكاذيبُ وظنون فاسدة.



فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)

فهلاك ووعيد شديد لأحبار السوء من اليهود الذين يكتبون الكتاب بأيديهم, ثم يقولون: هذا من عند الله وهو مخالف لما أنزل الله على نبيِّه موسى عليه الصلاة والسلام; ليأخذوا في مقابل هذا عرض الدنيا. فلهم عقوبة مهلكة بسبب كتابتهم هذا الباطل بأيديهم, ولهم عقوبة مهلكة بسبب ما يأخذونه في المقابل من المال الحرام, كالرشوة وغيرها.



وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80)

وقال بنو إسرائيل: لن تصيبنا النار في الآخرة إلا أيامًا قليلة العدد. قل لهم -أيها الرسول مبطلا دعواهم-: أعندكم عهد من الله بهذا, فإن الله لا يخلف عهده؟ بل إنكم تقولون على الله ما لا تعلمون بافترائكم الكذب.



بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)

فحُكْمُ الله ثابت: أن من ارتكب الآثام حتى جَرَّته إلى الكفر, واستولت عليه ذنوبه مِن جميع جوانبه وهذا لا يكون إلا فيمن أشرك بالله, فالمشركون والكفار هم الذين يلازمون نار جهنم ملازمة دائمةً لا تنقطع.



وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)

وحكم الله الثابتُ في مقابل هذا: أنَّ الذين صدَّقوا بالله ورسله تصديقًا خالصًا, وعملوا الأعمال المتفقة مع شريعة الله التي أوحاها إلى رسله, هؤلاء يلازمون الجنة في الآخرة ملازمةً دائمةً لا تنقطع.



وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)

واذكروا يا بني إسرائيل حين أخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا: بأن تعبدوا الله وحده لا شريك له, وأن تحسنوا للوالدين, وللأقربين, وللأولاد الذين مات آباؤهم وهم دون بلوغ الحلم, وللمساكين, وأن تقولوا للناس أطيب الكلام, مع أداء الصلاة وإيتاء الزكاة, ثم أَعْرَضْتم ونقضتم العهد -إلا قليلا منكم ثبت عليه- وأنتم مستمرون في إعراضكم.



وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84)

واذكروا -يا بني إسرائيل- حين أَخَذْنا عليكم عهدًا مؤكدًا في التوراة: يحرم سفك بعضكم دم بعض, وإخراج بعضكم بعضًا من دياركم, ثم اعترفتم بذلك, وأنتم تشهدون على صحته.



ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)

ثم أنتم يا هؤلاء يقتل بعضكم بعضًا, ويُخرج بعضكم بعضًا من ديارهم, ويَتَقَوَّى كل فريق منكم على إخوانه بالأعداء بغيًا وعدوانًا. وأن يأتوكم أسارى في يد الأعداء سعيتم في تحريرهم من الأسر, بدفع الفدية, مع أنه محرم عليكم إخراجهم من ديارهم. ما أقبح ما تفعلون حين تؤمنون ببعض أحكام التوراة وتكفرون ببعضها! فليس جزاء مَن يفعل ذلك منكم إلا ذُلا وفضيحة في الدنيا. ويوم القيامة يردُّهم الله إلى أفظع العذاب في النار. وما الله بغافل عما تعملون.



أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ (86)

أولئك هم الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة, فلا يخفف عنهم العذاب, وليس لهم ناصر ينصرهم مِن عذاب الله.



وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ (87)

ولقد أعطينا موسى التوراة, وأتبعناه برسل من بني إسرائيل, وأعطينا عيسى ابن مريم المعجزات الواضحات, وقوَّيناه بجبريل عليه السلام. أفكلما جاءكم رسول بوحي من عند الله لا يوافق أهواءكم, استعليتم عليه, فكذَّبتم فريقًا وتقتلون فريقًا؟



وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ (88)

وقال بنو إسرائيل لنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: قلوبنا مغطاة, لا يَنْفُذ إليها قولك. وليس الأمر كما ادَّعَوْا, بل قلوبهم ملعونة, مطبوع عليها, وهم مطرودون من رحمة الله بسبب جحودهم, فلا يؤمنون إلا إيمانًا قليلا لا ينفعهم.



وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)

وحين جاءهم القرأن من عند الله مصدقا لما معهم من التوراة جحدوه, وأنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم, وكانوا قبل بعثته يستنصرون به على مشركي العرب, ويقولون: قَرُبَ مبعث نبيِّ آخرِ الزمان, وسنتبعه ونقاتلكم معه. فلمَّا جاءهم الرسول الذي عرفوا صفاتِه وصِدْقَه كفروا به وكذبوه. فلعنةُ الله على كل مَن كفر بنبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, وكتابه الذي أوحاه الله إليه.



بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)

قَبُحَ ما اختاره بنو إسرائيل لأنفسهم; إذ استبدلوا الكفر بالإيمان ظلمًا وحسدًا لإنزال الله من فضله القرآن على نبي الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, فرجعوا بغضب من الله عليهم بسبب جحودهم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم, بعد غضبه عليهم بسبب تحريفهم التوراة. وللجاحدين نبوَّة محمد صلى الله عليه وسلم عذابٌ يذلُّهم ويخزيهم.



وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)

وإذا قال بعض المسلمين لليهود: صدِّقوا بما أنزل الله من القرآن, قالوا: نحن نصدِّق بما أنزل الله على أنبيائنا, ويجحدون ما أنزل الله بعد ذلك, وهو الحق مصدقًا لما معهم. فلو كانوا يؤمنون بكتبهم حقًا لآمنوا بالقرآن الذي صدَّقها. قل لهم -يا محمد-: إن كنتم مؤمنين بما أنزل الله عليكم, فلماذا قتلتم أنبياء الله مِن قبل؟



وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92)

ولقد جاءكم نبي الله موسى بالمعجزات الواضحات الدالة على صدقه, كالطوفان والجراد والقُمَّل والضفادع, وغير ذلك مما ذكره الله في القرآن العظيم,




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: براءة أنثى


توقيع : براءة أنثى





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالإثنين أغسطس 01, 2011 7:42 am
المشاركة رقم:

المراقبة العــــامة

المراقبة العــــامة

KARINA89

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Unknow10
الولاية : الجزائر
عدد المساهمات : 1726
الجنس : انثى
نقاط : 17184
السٌّمعَة : 9
تاريخ الميلاد : 03/08/1989
تاريخ التسجيل : 22/03/2011
العمر : 35
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


جزاك الله أخي أحمد خير الجزاء ومثله لصاحبة الفكرة

من تفسير الامام الحافظ عماد الدين ابي الفداء اسماعيل بن كثيرالقريشي الدمشقي المتوفي سنة 774هــ


وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا
آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا
وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا
يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (93)

يعدد سبحانه وتعالى عليهم أخطاءهم، ومخالفتهم للميثاق ، وعتوهم وإعراضهم عنه،حتى رفع الطور عليهم حتى قبلوه ثم خالفوه ولهذا (قالوا سمعنا وعصينا)،وقد تقدم تفسير ذلك ( وأشربوا من في قلوبهم العجل بكفرهم)، عن قتادة (وأشربوا من في قلوبهم العجل بكفرهم)قالوا اشربوا حبة حتى خلص ذلك إلى قلوبهم ، وكذا قال أبو العاليو والربيع بن أنس،
أن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم : (حبك الشيء يعمي ويصم)ورواه أبوا داووود عن حيوة بن شريح عن بقية عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريمبه، وقالالسدي أخذ موسى عليه السلام العجل فذبحه بالمبرد، ثم ذراه في البحر، ثم لم يبق بحر يجري يومئذ إلا وقع فيه شيء، ثم قال لهم موسى اشربوا منه ، فشربوا ، فمن كان يحبه خرج على شاربه الذهب، فذلك حين يقول الله تعالى ( وأشربوا من في قلوبهم العجل)وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ،حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا اسرائيل عن أبي إسحاقعن عمارة ابن عمير وأبي عبد الرحمان السلمي،عن على رضي الله عنه،قال :عمد موسى إلى العجل، فوضع عليه المبارد فبرده بها وهو على شاطئ النهر، فما شرب أحد من ذلك الماء ممن كان يعبد العجل أإلا اصفر وجههمثل الذهب،وقوله (قل بئسما يأمركم به إيمانكمإن كنتم مؤمنين)أي بئسما تعتمدونه في قديم الدهر وحديثه من كفركم بإيات الله ومخالفتكم الأنبياء ثم اعتمادكم في كفركم بمحمد عليه الصلاة والتسليم ، وهذا أكبر ذنوبكم وأشد الأمور عليكم عليكطم إذكفرتم بخاتم النيين، فكيف تدعون أنفسكم الايمان ، وقد فعلتم هذه الأفاعيل القبيحة : من نقضكم المواثيق، وكفركم بآيات الله، وعبادتكم العجل من دون الله .

ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قُلْ
إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ
دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
(94) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](95) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وَلَتَجِدَنَّهُمْ
أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ
أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ
الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
(96) ختم المصحف بطريقة جديدة  B1

قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير،
عن ابن عباس: يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( قُلْ إِنْ كَانَتْ
لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ
فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) أي: ادعوا بالموت على
أي الفريقين أكذب. فأبوا ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وَلَنْ
يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
بِالظَّالِمِينَ ) أي: بِعِلْمِهِم بما عندهم من العلم بك، والكفر بذلك،
ولو تمنوه يوم قال لهم ذلك ما بقي على الأرض يهودي إلا مات.

وقال الضحاك، عن ابن عباس: ( فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ) فسلوا الموت.

وقال عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، قوله: (
فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) قال: قال ابن عباس: لو
تمنى اليهود الموت لماتوا.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا علي بن محمد الطَّنَافِسِي، حدثنا
عثام، سمعت الأعمش -قال: لا أظنه إلا عن المِنْهال، عن سعيد بن جبير-عن ابن
عباس، قال: لو تمنوا الموت لشرق أحدهم بريقه.

وهذه أسانيد صحيحة إلى ابن عباس.

وقال ابن جرير في تفسيره: وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا. ولرأوا مقاعدهم من النار. ولو خرج الذين
يُباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP أهلا ولا مالا". حدثنا بذلك أبو كُرَيْب، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا عبيد الله ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP بن عمرو، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورواه الإمام أحمد عن إسماعيل بن يزيد ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP الرقي [أبي يزيد] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP حدثنا فرات، عن عبد الكريم، به ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP .

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن أحمد [قال] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP : حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار، حدثنا
سرور بن المغيرة، عن عباد بن منصور، عن الحسن، قال: قول الله ما كانوا
ليتمنوه بما قدمت أيديهم. قلت: أرأيتك لو أنهم أحبوا الموت حين قيل لهم:
تمنوا، أتراهم كانوا ميتين؟ قال: لا والله ما كانوا ليموتوا ولو تمنوا
الموت، وما كانوا ليتمنوه، وقد قال الله ما سمعت: ( وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ
أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ )

وهذا غريب عن الحسن. ثم هذا الذي فسر به ابن عباس الآية هو المتعين، وهو
الدعاء على أي الفريقين أكذب منهم أو من المسلمين على وجه المباهلة، ونقله
ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP ابن جرير عن قتادة، وأبي العالية، والربيع بن أنس، رحمهم الله.

ونظير هذه الآية قوله تعالى في سورة الجمعة: ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 قُلْ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ
لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ
صَادِقِينَ
* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* قُلْ
إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ
تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
ختم المصحف بطريقة جديدة  B1
[الجمعة: 6-8] فهم -عليهم لعائن الله-لما زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه،
وقالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى، دعوا إلى المباهلة
والدعاء على أكذب الطائفتين منهم، أو من المسلمين. فلما نكلوا عن ذلك علم
كل أحد ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP أنهم ظالمون؛ لأنهم لو كانوا جازمين بما هم فيه لكانوا أقدموا على ذلك، فلما تأخروا علم كذبهم. وهذا ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
كما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد نجران من النصارى بعد قيام
الحجة عليهم في المناظرة، وعتوّهم وعنادهم إلى المباهلة، فقال تعالى: ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 فَمَنْ
حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا
نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ
وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ
اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ
ختم المصحف بطريقة جديدة  B1
[آل عمران: 61] فلما رأوا ذلك قال بعض القوم لبعض: والله لئن باهلتم هذا
النبيّ لا يبقى منكم عين تطرف. فعند ذلك جنحوا إلى السلم وبذلوا الجزية عن
يد وهم صاغرون، فضربها عليهم. وبعث معهم أبا عبيدة بن الجراح، رضي الله
عنه، أمينًا. ومثل هذا المعنى أو قريب منه قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه
وسلم أن يقول للمشركين: ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ختم المصحف بطريقة جديدة  B1
[مريم: 75]، أي: من كان في الضلالة منا أو منكم، فزاده الله مما هو فيه
ومَدّ له، واستدرجه، كما سيأتي تقريره في موضعه، إن شاء الله ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP .

فأما من فسر الآية على معنى: ( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ
الآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا
الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) أي: إن كنتم صادقين في دعواكم،
فتمنوا الآن الموت. ولم يتعرض هؤلاء للمباهلة كما قرره طائفة من المتكلمين
وغيرهم، ومال إليه ابن جرير بعد ما قارب القول الأول؛ فإنه قال: القول في
تفسير ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
قوله تعالى: ( قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ
اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ
كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) وهذه الآية مما احتج الله به لنبيه صلى الله عليه
وسلم على اليهود الذين كانوا بين ظهراني مُهَاجَره،
وفضح بها أحبارهم وعلماءهم؛ وذلك أن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه
وسلم إلى قضية عادلة بينه وبينهم، فيما كان بينه وبينهم من الخلاف، كما
أمره أن يدعو الفريق الآخر من النصارى إذ خالفوه في عيسى ابن مريم، عليه
السلام، وجادلوه فيه، إلى فاصلة بينه وبينهم من المباهلة. فقال لفريق [من] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP اليهود: إن كنتم محقين فتمنوا الموت، فإن ذلك غير ضار بكم ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
إن كنتم محقين فيما تدعون من الإيمان وقرب المنـزلة من الله، بل أعطيكم
أمنيتكم من الموت إذا تمنيتم، فإنما تصيرون إلى الراحة من تعب الدنيا
ونصبها وكدر عيشها، والفوز بجوار الله في جناته ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
إن كان الأمر كما تزعمون: من أن الدار الآخرة لكم خالصة دوننا. وإن لم
تعطوها علم الناس أنكم المبطلون ونحن المحقون في دعوانا، وانكشف أمرنا
وأمركم لهم فامتنعت اليهود من الإجابة إلى ذلك لعلمها ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP أنها إن تمنت الموت هلكت، فذهبت دنياها وصارت إلى خزي الأبد في آخرتها، كما امتنع فريق [من] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP النصارى.

فهذا الكلام منه أوله حسن، وأما آخره فيه نظر؛ وذلك أنه لا تظهر الحجة
عليهم على هذا التأويل، إذ يقال: لا يلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقون في
دعواهم أنهم يتمنوا الموت فإنه لا ملازمة بين وجود الصلاح وتمني الموت، وكم
من صالح لا يتمنى الموت، بل يود أن يعمر ليزداد خيرًا وترتفع درجته في
الجنة، كما جاء في الحديث: "خيركم من طال عمره وحسن عمله" ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNtip2
. [وجاء في الصحيح النهي عن تمني الموت، وفي بعض ألفاظه: "لا يتمنين أحدكم
الموت لضر نـزل به إما محسنًا فلعله أن يزداد، وإما مسيئًا فلعله أن
يستعتب" ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP ] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
. ولهم مع ذلك أن يقولوا على هذا: فها أنتم تعتقدون -أيها المسلمون-أنكم
أصحاب الجنة، وأنتم لا تتمنون في حال الصحة الموت؛ فكيف تلزمونا بما لا
نُلزمكم؟

وهذا كله إنما نشأ من تفسير الآية على هذا المعنى، فأما على تفسير ابن
عباس فلا يلزم شيء من ذلك، بل قيل لهم كلام نَصَف: إن كنتم تعتقدون أنكم ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP أولياء الله من دون الناس، وأنكم أبناء الله وأحبّاؤه، وأنكم من أهل الجنة ومن عداكم [من] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
أهل النار، فباهلوا على ذلك وادعوا على الكاذبين منكم أو من غيركم،
واعلموا أن المباهلة تستأصل الكاذب لا محالة. فلما تيقَّنوا ذلك وعرفوا
صدقه نكلوا عن المباهلة لما يعلمون من كذبهم وافترائهم وكتمانهم الحق من
صفة الرسول صلى الله عليه وسلم ونعته، وهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم
ويتحققونه. فعلم كل أحد باطلهم، وخزيهم، وضلالهم وعنادهم -عليهم لعائن الله المتتابعة ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP إلى يوم القيامة.

[وسميت هذه المباهلة تمنيًا؛ لأن كل محق يود لو أهلك الله المبطل
المناظر له ولا سيما إذا كان في ذلك حجة له فيها بيان حقه وظهوره، وكانت
المباهلة بالموت؛ لأن الحياة عندهم عظيمة عزيزة لما يعلمون من سوء مآلهم
بعد الموت] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP .

ولهذا قال تعالى: ( وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ
أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ* وَلَتَجِدَنَّهُمْ
أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ) : أي: [أحرص الخلق على حياة أي] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
: على طول عُمْر، لما يعلمون من مآلهم السيئ وعاقبتهم عند الله الخاسرة؛
لأن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فهم يودون لو تأخروا عن مقام الآخرة
بكل ما أمكنهم. وما يحذرون ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP واقع بهم لا محالة، حتى وهم أحرص [الناس] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP من المشركين الذين لا كتاب لهم. وهذا من باب عطف الخاص على العام.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن
سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: ( وَمِنَ
الَّذِينَ أَشْرَكُوا ) قال: الأعاجم.

ورواه الحاكم في مستدركه من حديث الثوري، وقال: صحيح على شرطهما، ولم يخرجاه. قال: وقد اتفقا على سند تفسير الصحابي ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
. وقال الحسن البصري: ( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى
حَيَاةٍ ) قال: المنافق أحرص الناس على حياة، وهو أحرص على الحياة من
المشرك ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ ) أي: أحد اليهود كما يدل عليه نظم السياق.

وقال أبو العالية: ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ ) يعني : المجوس، وهو يرجع إلى الأول.

( لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ) قال الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد
بن جبير، عن ابن عباس: ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ )
قال: هو كقول الفارسي: "زه هزارسال" يقول: عشرة آلاف سنة. وكذا روي عن
سعيد بن جبير نفسه أيضًا.

وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي يقول:
حدثنا أبو حمزة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله تعالى: (
يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ) قال: هو قول الأعاجم:
"هزارسال نوروز مهرجان".

وقال مجاهد: ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ) قال: حببت إليهم الخطيئة طول العمر.



وقال محمد بن إسحاق، عن محمد، عن سعيد أو عكرمة، عن ابن عباس: ( وَمَا
هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ) أي: ما هو بمنجيه من
العذاب. وذلك أن المشرك لا يرجو بعثًا بعد الموت، فهو يحب طول الحياة ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP وأن اليهودي قد عرف ما له في الآخرة من الخزي بما صنع ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP بما عنده من العلم.

وقال العوفي، عن ابن عباس: ( وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ ) قال: هم الذين عادوا جبريل.

وقال أبو العالية وابن عمر ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP فما ذاك بمغيثه ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP من العذاب ولا منجيه منه.

وقال عبد الرحمن بن زيد ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP بن أسلم [في هذه الآية] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP يهود أحرص على [هذه] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP الحياة من هؤلاء، وقد ود هؤلاء أن ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP يعمر أحدهم ألف سنة، وليس ذلك بمزحزحه من العذاب لو عمر، كما أن عمر إبليس لم ينفعه إذ كان كافرًا.

( وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ) أي: خبير بصير بما يعمل عباده من خير وشر، وسيجازي كل عامل بعمله.

ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قُلْ
مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ
بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى
لِلْمُؤْمِنِينَ
(97) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](98) ختم المصحف بطريقة جديدة  B1

قال الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري رحمه الله: أجمع أهل العلم بالتأويل جميعًا [على] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
أن هذه الآية نـزلت جوابًا لليهود من بني إسرائيل، إذ زعموا أن جبريل عدو
لهم، وأن ميكائيل ولي لهم، ثم اختلفوا في السبب الذي من أجله قالوا ذلك.
فقال بعضهم: إنما كان سبب قيلهم ذلك من أجل مناظرة جَرَت بينَهم وبين رسول
الله صلى الله عليه وسلم في ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP أمر نبوته.

ذكر من قال ذلك

حدثنا أبو كُرَيْب، حدثنا يونس بن بُكَيْر، عن عبد الحميد بن بَهرام، عن
شَهْر بن حَوْشَب، عن ابن عباس أنه قال: حضرت عصابة من اليهود رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا أبا القاسم، حدثنا عن خلال نسألك عنهن، لا
يعلمهن إلا نبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سلوا عما شئتم، ولكن
اجعلوا لي ذمة وما أخذ يعقوب على بنيه، لئن أنا حدثتكم
شيئًا فعرفتموه لتتابِعُنِّي على الإسلام". فقالوا: ذلك لك. فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "سلوني عما شئتم". فقالوا: أخبرنا عن أربع خلال
نسألك عنهن: أخبرنا أيّ الطعام حرم ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP إسرائيل على نفسه من قبل أن تنـزل التوراة؟ وأخبرنا كيف ماء ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP المرأة وماء الرجل؟ وكيف يكون الذكر منه والأنثى؟ وأخبرنا بهذا النبي الأمي في النوم ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
ووليه من الملائكة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم عهد الله
لئن أنا أنبأتكم لتتابعنِّي؟" فأعطوه ما شاء الله من عهد وميثاق. فقال:
"نشدتكم ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
بالذي أنـزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضًا
شديدًا فطال سقمه منه، فنذر لله نذرًا لئن عافاه الله من سقمه ليحرّمن أحب
الطعام والشراب إليه، وكان أحب الطعام إليه لحوم ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها؟". فقالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اشهد ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
عليهم. وأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، الذي أنـزل التوراة على موسى،
هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ، وأن ماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما علا
كان له الولد والشبه بإذن الله، وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان الولد
ذكرًا بإذن الله، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل كان الولد أنثى بإذن
الله؟". قالوا: اللهم نعم. قال: "اللهم اشهد". قال: "وأنشدكم بالله الذي
أنـزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام
قلبه؟". قالوا: اللهم نعم. قال: "اللهم اشهد". قالوا: أنت الآن، فحدثنا من
وليك من الملائكة، فعندها نجامعك أو نفارقك. قال: "فإن وليي جبريل، ولم
يبعث الله نبيًا قط إلا وهو وليُّه". قالوا: فعندها نفارقك، لو كان وليّك
سواه من الملائكة تابعناك ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
وصدقناك. قال: "فما مَنَعكم أن تصدقوه؟" قالوا: إنه عدونا. فأنـزل الله عز
وجل: ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) إلى قوله: ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ختم المصحف بطريقة جديدة  B1 [البقرة: 103] فعندها باؤوا بغضب على غضب ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP .

وقد رواه الإمام أحمد في مسنده، عن أبي النضر هاشم بن القاسم وعبد بن
حميد في تفسيره، عن أحمد بن يونس، كلاهما عن عبد الحميد بن بَهرام، به ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP .

ورواه الإمام أحمد -أيضاً-عن الحسين بن محمد المروزي، عن عبد الحميد، بنحوه [به] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP .

وقد رواه محمد بن إسحاق بن يسار: حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي
حسين، عن شهر بن حوشب، فذكره مرسلا وزاد فيه: قالوا: فأخبرنا عن الروح قال:
"أنشدكم بالله وبآياته ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP عند
بني إسرائيل، هل تعلمون أنه جبريل، وهو الذي يأتيني؟" قالوا: نعم، ولكنه
لنا عدو، وهو ملك إنما يأتي بالشدة وسفك الدماء، فلولا ذلك اتبعناك ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP . فأنـزل الله فيهم: ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) إلى قوله: ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ختم المصحف بطريقة جديدة  B1 [البقرة: 101] .

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو أحمد ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
حدثنا عبد الله بن الوليد العجلي، عن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن
ابن عباس، قال: أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا
أبا القاسم، إنا نسألك عن خمسة أشياء، فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي
واتبعناك. فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال: ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ختم المصحف بطريقة جديدة  B1
[يوسف:66] قال: "هاتوا" . قالوا: أخبرنا عن علامة النبي. قال: "تنام عيناه
ولا ينام قلبه". قالوا: أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف يذكر الرجل؟ قال:
"يلتقي الماءان فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت، وإذا علا ماء المرأة
ماء الرجل أنثت"، قالوا: أخبرنا ما ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
حرّم إسرائيل على نفسه. قال: "كان يشتكي عِرْق النَّساء، فلم يجد شيئًا
يلائمه إلا ألبان كذا وكذا" -قال أحمد: قال بعضهم: يعني الإبل، فحرم لحومها
-قالوا: صدقت. قالوا: أخبرنا ما هذا الرعد؟ قال "ملك من ملائكة الله، عز
وجل، موكل بالسحاب بيديه-أو في يده-مِخْراق من نار يزجر به السحاب، يسوقه
حيث أمره الله عز وجل". قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمعه؟ قال: "صوته".
قالوا: صدقت. إنما بقيت واحدة وهي التي نتابعك إن أخبرتنا ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
إنه ليس من نبي إلا له مَلَك يأتيه بالخبر، فأخبرنا من صاحبك؟ قال: "جبريل
عليه السلام"، قالوا: جبريل ذاك الذي ينـزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا،
لو قلت: ميكائيل الذي ينـزل بالرحمة والنبات والقطر لكان ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP فأنـزل الله عز وجل: ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) إلي آخر الآية.

ورواه الترمذي، والنسائي من حديث عبد الله بن الوليد، به ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP . وقال الترمذي: حسن غريب.

وقال سُنَيْد في تفسيره، عن حجاج بن محمد، عن ابن جُرَيْج: أخبرني
القاسم بن أبي بَزَّة أن يهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن صاحبه
الذي ينـزل ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
عليه بالوحي. قال: "جبريل". قالوا: فإنه لنا عدو، ولا يأتي إلا بالشدة
والحرب والقتال. فنـزل: ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) الآية.
قال ابن جريج: وقال مجاهد: قالت يهود: يا محمد، ما ينـزل ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP جبريل إلا بشدة وحرب وقتال، وإنه لنا عدو. فنـزل: ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) الآية.

وقال البخاري: قوله: ( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) قال عكرمة: جبر، وميك، وإسراف: عبد. وإيل: الله. حدثنا عبد الله بن مُنير ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP سَمِع عبد الله بن بكر ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP حدثنا حُمَيد، عن أنس بن مالك، قال:
سمع عبد الله بن سلام بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أرض
يخترف. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام أهل الجنة؟ وما ينـزع الولد
إلى أبيه أو إلى أمه؟ قال: "أخبرني بِهن جبريل آنفًا". قال: جبريل؟ قال:
"نعم". قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة، فقرأ هذه الآية: ( مَنْ كَانَ
عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ ) "أما أول أشراط
الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل
الجنة فزيادة كبد الحوت، وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نـزع الولد، وإذا
سبق ماء المرأة [ماء الرجل] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP نـزعت". قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP رسول الله. يا رسول الله، إن اليهود قوم بُهُت، وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
. فجاءت اليهود فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أي رجل عبد الله بن سلام
فيكم؟" قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا. قال: "أرأيتم إن أسلم
عبد الله بن سلام". فقالوا: أعاذه الله من ذلك. فخرج عبد الله فقال: أشهد
أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله. فقالوا: شرنا وابن شرنا.
فانتقصوه.

قال ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله.

انفرد به البخاري من هذا الوجه ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP وقد أخرجه من وجه آخر، عن أنس بنحوه ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNtip2 وفي صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قريب من هذا السياق ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP كما سيأتي في موضعه ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP .

وحكاية البخاري عن عكرمة ما تقدم هو المشهور أن "إيل" هو الله. وقد رواه سفيان الثوري، عن خَصِيف، عن عكرمة.

ورواه عبد بن حميد، عن إبراهيم بن الحكم، عن أبيه، عن عكرمة، ورواه ابن
جرير، عن الحسين بن يزيد الطحان، عن إسحاق بن منصور، عن قيس، عن عاصم، عن
عكرمة، أنه قال: إن جبريل اسمه عبد الله وميكائيل: عبيد الله. إيل: الله.

ورواه يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس، مثله سواء. وكذا قال غير واحد من السلف، كما سيأتي قريبا.



[وقال الإمام أحمد في أثناء حديث سمرة بن جندب: حدثنا محمد بن سلمة،
حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا محمد بن عمرو بن عطاء قال: قال لي علي بن
الحسين: اسم جبريل عبد الله ، واسم ميكائيل: عبيد الله] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP .

ومن الناس من يقول: "إيل" عبارة عن عبد، والكلمة الأخرى هي اسم الله؛
لأن كلمة "إيل" لا تتغير في الجميع، فوزانه: عبد الله، عبد الرحمن، عبد
الملك، عبد القدوس، عبد السلام، عبد الكافي، عبد الجليل. فعبد موجودة في
هذا كله، واختلفت الأسماء المضاف إليها، وكذلك جبريل وميكائيل وإسرافيل
وعزرائيل ونحو ذلك، وفي كلام غير العرب يقدمون المضاف إليه على المضاف،
والله أعلم.

ثم قال ابن جرير: وقال آخرون: بل كان سبب قيلهم ذلك من أجل مناظرة جرت بين عمر بن الخطاب وبينهم في أمر النبي صلى الله عليه وسلم.

ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن المثنى، حدثني ربعي بن عُلَيّة، عن داود بن أبي هند، عن
الشعبي، قال: نـزل عمر الروحاء، فرأى رجالا يبتدرون أحجارًا يصلون إليها،
فقال: ما بال هؤلاء؟ قالوا: يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى
هاهنا. قال: فكره ذلك. وقال: إنما رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركته
الصلاة بواد صلاها ثم ارتحل، فتركه. ثم أنشأ يحدثهم، فقال: كنت أشهد اليهود
يوم مِدْرَاسهم ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
فأعجب من التوراة كيف تصدق الفرقان ومن الفرقان كيف يصدق التوراة؟ فبينما
أنا عندهم ذات يوم، قالوا: يا ابن الخطاب، ما من أصحابك أحد أحب إلينا منك.
قلت: ولم ذلك؟ قالوا: إنك تغشانا وتأتينا. فقلت: إني آتيكم فأعجب من
الفرقان ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
كيف يصدق التوراة، ومن التوراة كيف تصدق الفرقان. قال: ومر رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقالوا: يا ابن الخطاب، ذاك صاحبكم فالحق به، قال: فقلت لهم
عند ذلك: نشدتكم ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
بالله الذي لا إله إلا هو، وما استرعاكم من حقه واستودعكم من كتابه:
أتعلمون أنه رسول الله؟ قال: فسكتوا. فقال لهم عالمهم وكبيرهم: إنه قد
غَلَّظ عليكم فأجيبوه. فقالوا: فأنت عالمنا وكبيرنا فأجبه أنت. قال: أما إذ
نشدتنا بما نشدتنا به فإنا نعلم أنه رسول الله، قال: قلت: ويحكم فأنَّي
هلكتم؟! قالوا ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP إنا لم نهلك ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP [قال] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP : قلت: كيف ذلك وأنتم تعلمون أنه رسول الله [ثم] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
لا تتبعونه ولا تصدقونه؟ قالوا: إن لنا عدوا من الملائكة وسِلْمًا من
الملائكة، وإنه قرن بنبوته عدونا من الملائكة. قال: قلت: ومن عدوكم ومن
سلمكم؟ قالوا: عدونا جبريل، وسلمنا ميكائيل. قال: قلت: وفيم عاديتم جبريل،
وفيم سالمتم ميكائيل؟ قالوا: إن جبريل مَلَك الفظاظة والغلظة والإعسار
والتشديد والعذاب ونحو هذا، وإن ميكائيل ملك الرأفة والرحمة والتخفيف ونحو
هذا.



قال: قلت: وما منـزلتهما من ربهما عز وجل؟ قالوا: أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره. قال: قلت: فو [الله] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
الذي لا إله إلا هو، إنهما والذي بينهما لعدو لمن عاداهما وسلم لمن
سالمهما وما ينبغي لجبريل أن يسالم عدو ميكائيل وما ينبغي لميكائيل أن
يسالم عدو جبريل. ثم قمت فاتبعت النبي صلى الله عليه وسلم فلحقته وهو خارج
من خَوْخة لبني فلان، فقال: "يا ابن الخطاب، ألا أقرئك آيات نـزلن ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
قبل؟" فقرأ عليّ: ( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ
عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ) حتى
قرأ هذه الآيات. قال: قلت: بأبي وأمي يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لقد
جئت وأنا أريد أن أخبرك، فأسمع اللطيف الخبير قد سبقني إليك بالخبر ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP .

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو أسامة، عن مجالد،
أنبأنا عامر، قال: انطلق عمر إلى اليهود، فقال: أنشدكم بالذي أنـزل التوراة
على موسى: هل تجدون محمدًا في كتبكم؟ قالوا: نعم. قال: فما يمنعكم أن
تتبعوه؟ قالوا: إن الله لم يبعث رسولا ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
إلا جعل له من الملائكة كفْلا وإن جبريل كَفَل محمَّدًا، وهو الذي يأتيه،
وهو عدونا من الملائكة، وميكائيل سلمنا؛ لو كان ميكائيل هو الذي يأتيه
أسلمنا. قال: فإني أنشدكم بالله الذي أنـزل التوراة على موسى: ما منـزلتهما
من رب العالمين؟ قالوا: جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله. قال عمر. وإني
أشهد ما ينـزلان إلا بإذن الله، وما كان ميكائيل ليسالم عدو جبريل، وما كان
جبريل ليسالم عدو ميكائيل. فبينما هو عندهم إذ مر النبي صلى الله عليه
وسلم فقالوا: هذا صاحبك يا ابن الخطاب: فقام إليه عمر، فأتاه، وقد أنـزل
الله، عز وجل، عليه: ( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ
وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ
) ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP .

وهذان الإسنادان يدلان على أن الشعبي حدث به عن عمر، ولكن فيه انقطاع بينه وبين عمر، فإنه لم يدرك وفاته ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP ،والله أعلم.

وقال ابن جرير: حدثنا بشر ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP حدثنا يزيد بن زُرَيع، عن سعيد، عن قتادة، قال: ذُكر لنا أن عمر بن الخطاب انطلق ذات يوم إلى اليهود. فلما أبصروه ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP رحبوا به، فقال لهم عمر: أما والله ما جئت لحبكم ولا للرغبة فيكم، ولكن جئت لأسمع منكم. فسألهم وسألوه. فقالوا: من صاحب صاحبكم ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
؟ فقال لهم: جبريل. فقالوا: ذاك عدونا من أهل السماء، يُطلع محمدًا على
سرنا، وإذا جاء جاء الحرب والسَّنَة، ولكن صاحب صاحبنا ميكائيل، وكان إذا
جاء جاء الخصب والسلم. فقال لهم عمر: هل تعرفون جبريل وتنكرون محمدًا صلى
الله عليه وسلم؟ ففارقهم عمر عند ذلك وتوجه نحو النبي صلى الله عليه وسلم، ليحدثه
حديثهم، فوجده قد أنـزلت عليه هذه الآية: ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا
لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نّزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP .

ثم قال: حدثني المثنى، حدثنا آدم، حدثنا أبو جعفر عن قتادة، قال: بلغنا
أن عمر أقبل إلى اليهود يومًا، فذكر نحوه. وهذا -أيضًا-منقطع، وكذلك رواه
أسباط، عن السدي، عن عمر مثل هذا أو نحوه، وهو ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP منقطع أيضًا.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عمار، حدثنا عبد الرحمن -يعني
الدَّشْتَكي-حدثنا أبو جعفر، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى أن يهوديا أتي ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
عمر بن الخطاب، فقال: إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا. فقال عمر: (
مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ
وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) قال: فنـزلت على لسان
عمر، رضي الله عنه ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP .

وقال ابن جرير: حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هشيم، أخبرنا حصين بن عبد
الرحمن، عن ابن أبي ليلى في قوله: ( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ )
قال: قالت اليهود للمسلمين: لو أن ميكائيل كان الذي ينـزل عليكم لتبعناكم،
فإنه ينـزل بالرحمة والغيث، وإن جبريل ينـزل بالعذاب والنقمة، فإنه لنا عدو
ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP قال: فنـزلت هذه الآية.

حدثني يعقوب قال: حدثنا هُشَيْم، أخبرنا عبد الملك، عن عطاء، بنحوه.
وقال عبد الرزاق: أخبرنا مَعْمَر، عن قتادة في قوله: ( قُلْ مَنْ كَانَ
عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) قال: قالت اليهود: إن جبريل عدونا، لأنه ينـزل
بالشدة والسَّنَة، وإن ميكائيل ينـزل بالرخاء والعافية والخصب، فجبريل
عدونا. فقال الله تعالى: ( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) [الآية] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP .

وأما تفسير الآية فقوله تعالى: ( قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ
فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) أي: من عادى جبريل
فليعلم أنه الروح الأمين الذي نـزل بالذكر الحكيم على قلبك من الله بإذنه
له في ذلك، فهو رسول من رسل الله مَلَكي [عليه وعلى سائر إخوانه من
الملائكة السلام] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
ومن عادى رسولا فقد عادى جميع الرسل، كما أن من آمن برسول فإنه يلزمه
الإيمان بجميع الرسل، وكما أن من كفر برسول فإنه يلزمه الكفر بجميع الرسل،
كما قال تعالى: ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 إِنَّ
الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ
يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ
وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا
* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ختم المصحف بطريقة جديدة  B1 [النساء:150، 151] فحكم عليهم بالكفر المحقّق، إذْ آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعضهم ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP وكذلك من عادى جبريل فإنه عدو لله؛ لأن جبريل لا ينـزل بالأمر من تلقاء نفسه، وإنما ينـزل بأمر ربه كما قال: ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 وَمَا
نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا
خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا
ختم المصحف بطريقة جديدة  B1 [مريم: 64] وقال تعالى: ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]* [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ختم المصحف بطريقة جديدة  B1
[الشعراء: 192-194] وقد روى البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب" ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
. ولهذا غضب الله لجبريل على من عاداه، فقال: ( مَنْ كَانَ عَدُوًّا
لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ) أي: مِنَ الكتب المتقدمة ( وَهُدًى
وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) أي: هدى لقلوبهم وبشرى لهم بالجنة، وليس ذلك
إلا للمؤمنين. كما قال تعالى: ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 قُلْ
هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي
آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ
مَكَانٍ بَعِيدٍ
ختم المصحف بطريقة جديدة  B1 [فصلت: 44] ، وقال تعالى: ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ختم المصحف بطريقة جديدة  B1 [الإسراء: 82] .

ثم قال تعالى: ( مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ
وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) يقول
تعالى: من عاداني وملائكتي ورسلي -ورسله تشمل رسله من الملائكة والبشر، كما
قال تعالى: ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ختم المصحف بطريقة جديدة  B1 [الحج: 75] .

( وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ) ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP وهذا من باب عطف الخاص على العام، فإنهما دخلا في الملائكة، ثم ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
عموم الرسل، ثم خصصا بالذكر؛ لأن السياق في الانتصار لجبريل وهو السفير
بين الله وأنبيائه، وقرن معه ميكائيل في اللفظ؛ لأن اليهود زعموا أن جبريل
عدوهم وميكائيل وليهم، فأعلمهم أنه من عادى واحدًا منهما فقد عادى الآخر
وعادى الله أيضًا؛ لأنه -أيضًا-ينـزل على الأنبياء بعض الأحيان، كما قُرن ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
برسول الله صلى الله عليه وسلم في ابتداء الأمر، ولكن جبريل أكثر، وهي
وظيفته، وميكائيل موكل بالقطر والنبات، هذاك بالهدى وهذا بالرزق، كما أن
إسرافيل موكل بالصور للنفخ للبعث يوم ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP القيامة؛ ولهذا جاء في الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يقول ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP "اللهم رب جبريل وإسرافيل وميكائيل ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما
كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء
إلى صراط مستقيم" ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP . وقد تقدم ما حكاه البخاري، ورواه ابن جرير ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP عن عكرمة أنه قال: جبر، وميك، وإسراف: عُبَيد. وإيل: الله.



وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سِنان، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن عمير ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP مولى ابن عباس، عن ابن عباس، قال: إنما قوله: "جبريل" كقوله: "عبد الله" و "عبد الرحمن". وقيل ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP جبر: عبد. وإيل: الله.

وقال محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن علي بن الحسين، قال: أتدرون ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP ما اسم جبرائيل ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP من أسمائكم؟ قلنا: لا. قال: اسمه عبد الله، قال: فتدرون ما اسم ميكائيل من أسمائكم؟ قلنا: لا. قال: اسمه عبيد الله ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP . وكل اسم مرجعه إلى "يل" ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP فهو إلى الله.

قال ابن أبي حاتم: وروي عن مجاهد وعكرمة والضحاك ويحيى بن يعمر نحو ذلك.
ثم قال: حدثني أبي، حدثنا أحمد بن أبي الحَوَارِي، حدثني عبد العزيز بن
عمير قال: اسم جبريل في الملائكة خادم الله. قال: فحدثت ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP به أبا سليمان الداراني، فانتفض وقال: لهذا الحديث أحبّ إليَّ من كل شيء [وكتبه] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP في دفتر كان بين يديه.

وفي جبريل وميكائيل لغات وقراءات، تذكر في كتب اللغة والقراءات، ولم
نطوّل كتابنا هذا بسَرد ذلك إلا أن يدور فهم المعنى عليه، أو يرجع الحكم في
ذلك إليه، وبالله الثقة، وهو المستعان.

وقوله تعالى: ( فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) فيه إيقاع
المظهر مكان المضمر حيث لم يقل: فإنه عدو للكافرين. قال: ( فَإِنَّ اللَّهَ
عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) كما قال الشاعر:

لا أرى المـوتَ يســبق ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP المـوتَ شـيء

نَغَّــص ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP الموتُ ذا الغنـى والفقيـرا

وقال آخر:

ليــتَ الغــرابَ غــداة ينعَــبُ ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP دائبا

كـــان الغــرابُ مقطَّــع الأوداج ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP

وإنما أظهر الاسم هاهنا لتقرير هذا المعنى وإظهاره، وإعلامهم أن من عادى
أولياء الله فقد عادى الله، ومن عادى الله فإن الله عدو له، ومن كان الله
عدوه فقد خسر الدنيا والآخرة، كما تقدم الحديث: "من عادى لي وليًّا فقد
بارزني بالحرب". وفي الحديث الآخر: "إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث
الحرب". وفي الحديث الصحيح: "وَمَن كنتُ خَصْمَه خَصَمْتُه".



ختم المصحف بطريقة جديدة  B2 [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](99) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط](100) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وَلَمَّا
جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ
فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ
ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ
(101) ختم المصحف بطريقة جديدة  B1

قال الإمام أبو جعفر بن جرير في قوله تعالى: ( وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) أي: أنـزلنا إليك يا محمد علامات واضحات
[دلالات] ختم المصحف بطريقة جديدة  MARGNTIP
على نبوتك، وتلك الآيات هي ما حواه كتاب ال




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: KARINA89


توقيع : KARINA89





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالإثنين أغسطس 01, 2011 7:55 am
المشاركة رقم:

مراقب الدردشـــة

مراقب الدردشـــة

sara did

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Unknow10
عدد المساهمات : 177
الجنس : انثى
نقاط : 14942
السٌّمعَة : 3
تاريخ الميلاد : 16/02/1994
تاريخ التسجيل : 23/06/2011
العمر : 30
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


Very Happy شكرا وجعله الله في ميزان حسناتك




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: sara did


توقيع : sara did





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالإثنين أغسطس 01, 2011 7:57 am
المشاركة رقم:

مشـــرفة عــــامة

مشـــرفة عــــامة

الدمعة السوداء

إحصائية العضو

عدد المساهمات : 391
الجنس : انثى
نقاط : 15538
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 26/03/2011
http://amalalhayat.forumalgerie.net/
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


" الم "

تفسير الربع الاول من الحزب الاول

رجو الفائدة للجميع

الحروف في أول سور القرآن في (29 ) سورة وعددها نصف عدد الحروف الهجائية ( 14 ) حرفا يجمعها قولك ( نص حكيم قاطع له سر )
منها ما جاء على حرفٍ واحد مثل ( ص ) ومنها ما جاء على حرفين (حم )
ومنها ماجاء على ثلاثة أحرف ( الم ) وأربعة ( المر ) وخمسة ( كهيعص ) ولم تزد لأن أساليب العرب تأتي على ذلك لا أكثر ، قال الزمخشري : إنك إذا نظرت هذه الحروف تجدها مشتملة على أنصاف أجناس الحروف .
وكل سورة تذكر فيها هذه الحروف لا بد أن يُذكر فيها الانتصار للقرآن وبيان إعجازه وعظمته ، قال الشعبي والثوري وجماعة من المحدثين : هي سرُ الله في القرآن ، وللهِ في كل كتابٍ سر ، وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه ، قال قطرب : كانوا ينفرون من استماع القرآن فلما نزلت الر ، كهيعيص ، ونحوها ، استنكروا هذا اللفظ فلما استمعوا وأنصتوا أقبلو على القرآن ، وفي إيراد هذه الحروف تبكيت للكفار وإلزام الحجة فهذا القرآن من هذه الحروف التي تتكلمون بها وليس من حروف مغايرة لها .

" ذلك الكتاب لا ريب فيه هدًى للمتقين 2 "
لا ريب فيه أي لا شك فيه ، والوقف على لا ريب فيه أولى ؛ لأنه يصيّر هدى صفة للقرآن وذلك أبلغ ، قال ابن فارس : أصل التقوى قلة الكلام ، وفي الكشاف من الوقاية وهي الصيانة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع مالا بأس به حذراً مما به بأس " رواه الترمذي وقال حسن غريب ، ذلك : اسم إشارة للبعيد قال الجزائري : وإنما عدل عن لفظ (هذا ) إلى لفظ ( ذلك ) لما تفيده الإشاره بلام البعد من علو المنزلة وارتفاع القدر والشأن .

" الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 "
" الذين يؤمنون بالغيب " قد يطلق الإيمان في القرآن ويراد به التصديق المحض كما في قوله تعالى " يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين " وكذلك إذا اقترن بقوله عملوا الصالحات ، أما إذا استعمل مطلقاً فيُقصد به الإيمان الشرعي المطلوب ، ولا يكون إلا اعتقاداً وقولاً وعملاً ، وإلى ذلك ذهب أكثر الأئمة ، ومنهم من فسر الإيمان هنا بالخشية وهي خلاصة الإيمان والعلم ، قال تعالى " إنما يخشى الله من عباده العلماء " قال أبو العالية يؤمنون بالغيب أي بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره . وجاء عن ابن مسعود : الغيب ما غاب عن العباد من أمر الجنة والنار وغيرهما مما جاء في القرآن ، وقال زيد بن أسلم : الغيب هو القدر . قال ابن محيريز : قلت لأبي جمعة حثنا حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم أحدثك حديثاً جيدا "ً تغدينا مع رسول الله ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فقال يا رسول الله هل أحدٌ خير ٌ منا أسلمنا معك وجاهدنا معك قال : نعم قومٌ من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني " رواه أحمد
" ويقيمون الصلاة " قال قتادة : إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها .
" ومما رزقناهم ينفقون " قال قتادة : أنفقوا مما أعطاهم الله وقال : إن هذه الأموال عوار ٍ وودائع عندك يابن آدم توشك أن تفارقها .

" والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون 4"
الذين يصدقون بالوحي الذي أنزل إليك أيها الرسول وهو الكتاب والسنة ويصدقون بما أنزل الله من كتب على الرسل من قبلك كالتوراة والإنجيل والزبور ويؤمنون بالحياة في الدار الآخرة وما فيها من حسابٍ وثوابٍ وعقابٍ عالمون متيقنون لا يشكوّن في شيءٍ من ذلك ولا يرتابون لكامل إيمانهم وعظم اتقائهم.

" أولئك على هدًى من ربهم وأولئك هم المفلحون 5"
قال ابن عباس : على نور واستقامة على ما جاءهم به ، والفلاح في اللغة الشق والقطع ومنه الفلاح لأنه يشق الأرض بالحرث ، ومنها ( الحديد بالحديد يُفلح ) ، فكأن المفلح قد قطع بالمصاعب حتى نال مطلوبه .
قال القرطبي : : قد يستعمل في الفوز وهو أصله أيضا في اللغة ، واستعمل الفلاح في السحور ومن حديث " حتى كان يفوتنا الفلاح مع رسول الله " أخرجه أبو داود ، والفلاح هنا السحور . وفي تكرار اسم الإشارة أولئك دلالة على أن كلاً من الهدى والفلاح مستقل يتميزون به عن غيرهم.

" إنّ الذين كفروا سواءٌ عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون 6 ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذابٌ عظيم 7 "
ذكر الله تعالى الصنف الثاني من البشر وهم الكافرون ، قال الجزائري : وقطع الجملة " إن الذين كفروا " ولم تُعطف على السابق لكمال الانقطاع بينهما وهو التضاد ، وقد أخبر تعالى عن عدم استعداد هؤلاء الكفرة للإيمان حتى استوى إنذارهم وعدمه وذلك لمضي سنة الله فيهم بالطبع على قلوبهم حتى لا تفقه وعلى آذانهم حتى لا تسمع وعلى أبصارهم حتى لا تبصر وذلك نتيجة مكابرتهم وعنادهم وإصرارهم على الكفر وبذلك استوجبوا العذاب العظيم فحكم به عليهم ، وهذا حكم الله في أهل العناد والمكابرة والإصرار في كل زمانٍ ومكان ، قال تعالى في سورة الأعراف " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آيةٍ لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين "
وقدّم الله السمع على البصر في آية سورة البقرة لأن حاسة السمع أنفع من حاسة البصر ، قال الشوكاني : إنما وحّد السمع وجمع القلوب والأبصار لأنه مصدر يقع على القليل والكثير.
وأصل الكفر الستر والتغطية ومنه سُمي الليل كافرا وسُمي الزارع كافرا وسُمي الكافر كافرا لأنه يغطي بكفره ما يجب أن يكون عليه من الإيمان والختم معناه التغطية على الشيء والإستثاق منه حتى لا يدخله شيء ، وقد قرئت بالنصب أيضا بتقدير فعل ( جَعَلَ ) وفي الحديث " إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه فإذا تاب ونزع واستعتب صُقل قلبه وإن زاد زادت حتى يُغلف قلبه " رواه الترمذي وقال حسن صحيح .

" ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين 8 يخادعون الله والذين ءامنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون 9 في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون 10 "
أنتقل السياق إلى الصورة الثالثة وهي ليست في شفافية الصورة الأولى وسماحتها وليست في عتامة الصورة الثانية وصفاقتها ولكنها تتلون في الحس وتروغ في البصر .
قال ابن كثير : والنفاق هو إظهار الخير وإسرار الشر ، وهو أنواع /
1- إعتقادي و هو الذي يخلد صاحبه في النار.
2- عملي وهو من أكبر الذنوب.
قال الجزائري :" من الناس " خبر والمبتدأ " من يقول " والسر في تقديم الخبر هو إخفاء المُخبر عنه لأنه ذو صفاتٍ ذميمة وأفعال شنيعة ، نحو قول " ما بال أقوام يفعلون كذا " والإنسان مأخوذ من النوس وهو الحركة ومأخوذ من الأنس أو من النسيان ، الكل محتمل ، قال الشوكاني سُمي إنساناً لأنه يأنس ويؤنس به ، فروحه تأنس بالحق وجسمه يأنس بالخلق ، وقيل هو مشتق من الإيناس وهو الإبصار والعلم والإحساس.
قال الشوكاني : اليوم الآخر الوقت الذي لا ينقطع بل هو دائمٌ أبدا.
قال الجزائري : المرض الشك والنفاق وألم الخوف من الافتضاح .
قال السعدي : المرض مرض الشبهات ومرض الشهوات .
والخداع هو الفساد حكاه ابن الأعرابي وقيل أصله الإخفاء ومنه مخدع البيت والمراد من مخادعتهم لله أنهم صنعوا معه صنع المخادعين .
قال السعدي : المخادعة أن يُظهر المُخادِع لمن يُخادعه شيئاً ويُبطن خلافه لكي يتمكن من مقصوده ممن يخادع ، فهولاء المنافقون سلكوا مع الله وعباده هذا المسلك ، فعاد خداعهم على أنفسهم ، وهذا من العجائب ، لأن المُخادِع إما أن ينتج خداعه ويحصل له مقصوده ، أو يسلم ، لا له ولا عليه ، وهولاء عاد خداعهم على أنفسهم ، وكأنهم يعملون ما يعملون من المكر لإهلاك أنفسهم وإضرارها وكيدها ؛ لأن الله تعالى لا يتضرر بخداعهم شيئاً وعباده المؤمنون لا يضرهم كيدهم شيئاً ، فلا يضر المؤمنين إن أظهر المنافقون الإيمان فسلمت بذلك أموالهم وحُقنت دماؤهم . وصار كيدهم في نحورهم ، وحصل لهم بذلك الخزي والعار في الدنيا والحزن المستمر بسبب ما يحصل للمؤمنين من القوة والنصرة . ثم في الآخرة لهم العذاب الشديد الأليم المفجع بسبب كذبهم وفجورهم وكفرهم ، والحال أنهم من جهلهم وحماقتهم لا يشعرون بذلك .
وقد أخرج ابن سعد عن حذيفة أنه سُئل عن النفاق قال : أن يتكلم بالإسلام ولا يعمل به ، وقال ابن زيد : إنما أضروا أنفسهم بما أضمروا من الكفر والنفاق . وقد قرأ عاصم وحمزة والكسائي " يكذبون " بالتخفيف ، وقرأها غيرهم بالتشديد .قال ابن عباس : يكذبون يبدلون ويحرفون . قال قتادة : زادهم الله ريبة وشكاً وقال : إياكم والكذب فإنه باب النفاق .وقال عكرمة وطاووس : المرض الرياء.
قال سيد قطب في الظلال : وفي قوله تعالى " يخادعون الله والذين آمنوا " وأمثاله نقف أمام حقيقة كبرى وأمام تفضيلٍ من الله كريم تلك هي حقيقة الصلة بين الله تعالى والمؤمنين ، إنه تعالى يجعل صفهم صفه وأمرهم أمره وشأنهم شأنه ، يضمهم إليه ويأخذهم إلى كنفه ويجعل عدوهم عدوه وما يُوجه إليهم من مكر موجهاً إليه ، وهذا التفضيل يرفع مقام المؤمنين وهو يوحي أن حقيقة الإيمان في هذا الوجود أكبر الحقائق والذي يسكب في قلوب المؤمنين طمأنينة لا حد لها.

" وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون 11 ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون 12"
قال الشوكاني : لاتفسدوا في الأرض بالنفاق وموالاة الكفرة وتفريق الناس عن الإيمان فإنكم إن فعلتم ذلك فسد مافي الأرض بهلاك الأبدان وخراب الديار
كما هو مشاهد عند التنازع وثوران الفتن ؟.
قال ابن كثير : إن من الفساد في الأرض أن يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين كما قال تعالى " إنّ الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض ... إلى قوله ... إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "
وقولهم إنما نحن مصلحون قال ابن عباس : أي إنما نريد الإصلاح بين المؤمنين وأهل الكتاب .
وأخرج ابن أبي حاتم عن سلمان رضي الله عنه قوله لما تلا هذه الآية لم يجيء أهل هذه الآية بعد ) قال ابن جرير : يُحتمل أن سلمان أراد أن الذين يأتون بهذه الصفة أعظم فساداً من الذين كانوا في زمن النبي عليه الصلاة والسلام . وقال الشوكاني : ويحتمل أن سلمان يرى أن هذه الآية ليست في المنافقين بل يحملها على مثل أهل الفتن التي يدين أهلها بوضع السيف في المسلمين كالخوارج وسائر من يعتقد في فساده أنه صلاح لما يطرأ عليه من الشبه الباطله . قال سيد قطب : والذين يفسدون أعظم الفساد ويقولون أنهم مصلحون كثيرٌ جداً في هذا الزمن بسبب اختلال الموازين والقيم عندهم .

" وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون 13 "
إذا قيل للمنافقين آمنوا كإيمان الناس بالله وملائكته وكتبه ورسله ... وأطيعوا الله ورسوله قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء فنسبوا إلى المؤمنين السفه تعاليا وتطاولا كون المؤمنين من عامة الناس . والسفيه هو الجاهل ضعيف الرأي قليل المعرفة بمواضع المصالح والمضار . قال أبو العالية : يعنون بالسفهاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرد الله عليهم " ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون" فأكد وحصر السفاهة فيهم .
قال الشوكاني : فلما ذكر الله تعالى السفه ناسبه نفي العلم عنهم لأنه لا يتسافه إلا الجاهل . قال ابن كثير : من تمام جهلهم أنهم لا يعلمون بحالهم في الضلالة والجهل وذلك أردى لهم وأبلغ في العمى والبعد عن الهدى .
وجاء عن ابن عباس أنها نزلت في اليهود إذا قيل لهم آمنوا كما آمن عبدالله ابن سلام وأصحابه قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء.

" وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون 14 الله يستهزئ بهم ويمدهمم في طغيانهم يعمهون 15 "
(لقوا) أصلها( لقيوا ) نقلت الضمة إلى القاف وحُذفت الياء لالتقاء الساكنين ومعنى لقيته : استقبلته قريبا وواجهته وجها لوجه ، و(خلا ) تتعدى بالباء فيقال خلا بفلان ولا يُقال خلا إلى فلان وإنما عُديت هنا بإلى لتضمنها معنى ذهبوا وانصرفوا ، والشيطان : كل بعيد عن الخير قريب من الشر يُفسِد ولا يُصلِح من إنسان أو جان والمراد هنا رؤوساؤهم في الشر والفساد.
قال سعيد بن جبير: عن ابن عباس: هم اليهود الذين يأمرونهم بالتكذيب وخلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقولهم إنا معكم أي أنهم ثابتون على الكفر ، وإذا قالوا لهم : مابالكم إذا لاقيتم المسلمين وافقتموهم ؟
قالوا : إنما نحن مستهزءون بهم في تلك الموافقة . والاستهزاء : هو الاستخفاف والسخرية بالمرء ومن ذلك قالت العرب : الناقة تهزأ يعني تُسرع وتخف.
ورد الله عليهم بقوله " الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانه يعمهون "
أي يُنزل بهم الهوان والحقارة وينتقم منهم ويستخف بهم انتصافاً لعباده المؤمنين وأنما سماه الله استهزاءً مشاكله للفظ لا للمعنى وقد كانت العرب إذا وضعت لفظاً بإزاء لفظ جواباً له وجزاءً ذكرته بمثل ذلك اللفظ وإن كان مخالفاً له في المعنى ، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم كثيراً ومنه " وجزاء سيئةٍ سيئة مثلها "
وقوله " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " والجزاء لا يكون سيئة والقصاص لا يكون اعتداءً بل هو الحق والعدل بينما الذي جرى منهم ظلمٌ وجور. فهما اتفقا في اللفظ واختلفا في المعنى . وإلى ذلك وجهوا كل ما في القرآن الكريم من نظائر ذلك كقوله " ومكروا ومكر الله " وقوله " فيسخرون منهم سخر الله منهم " وهكذا . قال سيد قطب : ما أبأس من يستهزئ به جبار السموات والأرض وما أشقاه ، وإن الخيال ليمتد إلى مشهدٍ مفزع رهيب وإلى مصير تقشعر من هوله القلوب . وقال الشوكاني : وإنما قال " الله يستهزئ بهم " بالجملة الإسمية لأنها تفيد التجديد والدوام . وقال السعدي : من استهزاء الله بهم يوم القيامة أن يعطيهم نوراً ظاهراً فإذا مشى المؤمنون بنورهم طفئ نور المنافقين وبقوا في الظلمات بعد النور متحيرين.
وقوله" ويمدهم في طغيانهم يعمهون " أي يدعهم يتخبطون على غير هدى في طريق لا يعرفون غايته ، واليد الجبارة تتلقفهم في نهايته ، والمصير المرعب ينتظرهم وهم غافلون . وجاء عن بعض الصحابة : يمدهم أي يملي لهم كلما أحدثوا ذنباً أحدث لهم نعمة وهي في الحقيقة نقمة قال تعالى " فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء "
ويعمهون : يتمادون و(العمَه ) عمى البصيرة .

" أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين 16 "
قال ابن مسعود رضي الله عنه : أخذوا الضلالة وتركوا الهدى قال تعالى " فاستحبوا العمى على الهدى " قال ابن كثير : وحاصل قول المفسرين أنهم بذلوا الهدى ثمناً للضلالة . قال سيد قطب : الهدى كان مبذولاً لهم وفي أيديهم لكنهم اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين.
وأصل الضلالة : الحيرة والجور عن القصد . قال الشوكاني : وإسناد الربح والخسارة إلى التجارة إسناد مجازي لأن الربح والخسارة تسند حقيقة إلى البائع والمشتري . قال قتادة : قد رأيتهم والله خرجوا من الهدى إلى الضلالة ومن الجماعة إلى الفرقة ومن الأمن إلى الخوف ومن السنة إلى البدعة .
(والباء) تدخل على المُستبدل كقوله تعالى " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير " وقوله " ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل "

" مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلماتٍ لا يبصرون 17 صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون 18 أو كصيبٍ من السماء فيه ظلماتٌ ورعدٌ وبرقٌ يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذرَ الموتِ والله محيطٌ بالكافرين 19 يكاد البرق يخطفُ أبصارهم كلما أضاءَ لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولوشاء الله لذهبَ بسمعهم وأبصارهم إنّ الله على كلِ شيءٍ قديرٌ 20 "
ضرب الله مثلين للمنافقين مما يدل على إن المنافقين صنفان لا صنفٌ واحد ويؤيد ذلك ذكر (أو) في أول المثل الثاني ، صنفٌ مَرَدَ على النفاق وصنفٌ مازال مذبذباً لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء لكنه إلى الثبات في موقع الكفر أقرب والتشبيهان في الآيات من النوع التصويري الذي ينتزع الصورة من عدة مشاهد ليصبح المعنى لوحة فنية تعرض الفكر متلألأ مصوراً جذاباً .
المثل الأول : يتضمن تشبيهاً لحالة الصنف الأشد من صنفي المنافقين هم الذين مردوا على النفاق بعد رؤية أضواء هداية القرآن وسماع إنذارات عذاب الله للكافرين ، ولما مردوا على النفاق بعد معرفة الحق طمس الله بصائرَهم بقانونهِ القدري ، وقد شبه الله تعالى هذا الصنف بالذي استوقد ناراً في مفازة مظلمة موحشة – وقوله (استوقد) يدل على أنه تعب في إيقادها ، فلو كانت وسائل الوقود متوفرة لقال (أوقد) وزيادة مبنى الكلمة زيادة في معناها – فلما أضاءت ما حوله ورأى الطريق وعرف سبيل هدايته ووجد أنه على غير ما يهوى ويشتهي رفض الاهتداء بالنور وتأبى أن يسلك الطريق المستقيم إصراراً على الباطل ومعاندة للحق فأذهب الله نوره وتركه يتخبط في الظلمات.
قال تعالى " ذهب الله بنورهم " ولم يقل بنارهم لأنه تعالى إنما أذهب النور وأبقى النار مظلمة ، وتركهم في ظلماتٍ لا يبصرون صمٌ عن سماع الحق بكمٌ عن قول الحق فهم لا يرجعون إلى مواقع النور بعدما عرفوه فرفضوه وأصروا على الكفر ومردوا على النفاق . قال الجزائري : ذهب الله بنورهم ولم يقل بنارهم لأن الإسلام نورٌ يهدي لا نارٌ تحرق . وقال ابن عباس : ذهب الله بنورهم قال النور هو إيمانهم الذي يتكلمون به والظلمة ضلالهم . قال الشوكاني: وإنما وُصفت النار بالإضاءة مع أنها نار باطل لأن الباطل كذلك تسطع ذوائب لهب ناره لحظة ثم تخفت ولذلك قالوا (للباطل صولة ثم يضمحل)
أما الصنف الثاني من المنافقين : فمثلهم كمثل جماعة في مفازة مظلمة بليلٍ دامس وجاءهم سحابٌ ممطر فأمطر عليهم مطراً غزيراً فيه ظلمات ورعد وبرق فأصابتهم الحيرة يبتغون النجاة فكلما تواتر عليهم الرعد الشديد المخيف القاذف بالصواعق جعلوا أصابعهم في آذنهم خوفاً من الصواعق أن تأتيهم بالموت وكلما أضاء لهم البرق مشوا في ضوئه على قدر ما يكشف لهم وميضه ، فخطواتهم على طريق الهدى ضئيلة وقليلة بقدر ومضات البرق وكلما انتهت ومضاته توقفوا في مواقعهم حيارى لا يدرون كيف يتصرفون
فقوله " قاموا " أي جمدوا في أماكنهم – والعرب تقول قام الماء في النهر إذا جمد – فهؤلاء لم يصلوا مرحلة العناد والإصرار كالصنف الأول بل مازالت لديهم بقية خير تنزع في داخلهم إلى الاستجابه لكنها ضعيفة . إنّ هذا الصنف لم تنطمس بصيرته انطماساً تاماً ، بل يتلامع له نور الحق أحياناً فيراه فيسير فيه قليلاً ويسمع إنذارات آيات الله أحياناً فيرهب لكنه إذا اشتدت عليه سدَ سمعَه وهو بعد ذلك يعود لحالته الأولى ، ولو شاء الله لجعلهم كالصنف الأول صماً بكماً عمياًً ، لكنه أمهلهم ولم يسد عليهم باب الرجعة بمنّهِ ورحمته ، فإن لم يرجعوا حل بهم العذاب الشديد والوعيد الأليم .
وجاء عن الشوكاني في قوله تعالى " كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا" أي إذا أصاب المنافقين عزاً من الإسلام وغنيمة وفتحاً أطمأنوا به ومشوا فيه وإذا أصاب المسلمين نكبة وبلاء قاموا ليرجعوا إلى الكفر .

" ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون 21 "
قال سيد قطب : عندما تم استعراض الصور الثلاث (المتقين والكفار والمنافقين ) جاء النداء للناس كافة وجاء الأمر للبشرية جمعاء أن تختار الصورة الكريمة المستقيمة ، الصورة النقية الخالصة ، الصورة العاملة النافعة ، الصورة المهذبة المُفلحة ، صورة المتقين . قال تعالى " يا أيها الناس اعبدو ربكم " الآية إنه النداء إلى الناس لعبادة ربهم الذي خلقهم وخلق الذين من قبلهم ، لعبادة ربهم الذي تفرد بالخلق وتفرد بالرزق فوجب أن يتفرد بالعبادة . قال في الآية "ربكم " ليذكرَهم بربوبيته لهم وتفضله عليهم سبحانه وتعالى .
" لعلكم تتقون " لعلكم تصيرون إلى تلك الصورة المختارة من صور البشرية صورة العابدين لله المتقين له

" الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون 22 "
فراشا : وطاءً تستقرون عليها فهي لكم سكنٌ مريحٌ كالفراش .
والسماء بناءً : كالقبة المضروبة عليكم .
ولولا التوافق الذي جعله الله في الأرض ليمهد للناس وسائل العيش وما سخره فيها من وسائل الراحة والمتاع ما قامت حياتهم على هذا الكوكب ، ولولا أن الله تعالى أحكم بناء السماء وجعلها بضوئها وحرارتها وجاذبية أجرامها وتناسقها وسائر النسب بينها وبين الأرض بهذا الإحكام ما قامت الحياة . وذكـّر الله تعالى عباده بإنزال الماء من السماء وإخراج الثمرات به . جاء في الحديث الشريف
" ما من ساعةٍ من ليل أو نهار إلا والسماء تمطر فيها يصرفه الله حيث يشاء " رواه الشافعي في الأم . قال الجزائري : عرّف الله عباده بنفسه ليعرفوه بصفات الجلال والكمال فيكون ذلك أدعى لاستجابتهم له فيعبدونه عبادة تنجيهم من عذابه وتكسبهم رضاه وجنته . وقوله " فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون " الأنداد : الشركاء . وأنتم تعلمون أنه لارب يرزقكم غيره ولا يحيي ولا يميت إلا هو ( وهم يعلمون ذلك ويعترفون به )
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " قلت يارسول الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله نداً وهو خلقك " متفق عليه .
وأول أمر في القرآن الكريم حسب ترتيب آياته الأمر بالتوحيد " يا أيها الناس اعبدوا ربكم " وأول نهي النهي عن الشرك " فلا تجعلوا لله أنداداً "
وقد تكون الأنداد في صور أخرى خفية قد تكون في تعليق الرجاء بغير الله وفي الخوف من غير الله وفي اعتقاد النفع والضر في غير الله وذلك في أي صورة .
قال ابن عباس " الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاةٍ سوداء في ظلمة الليل وهو أن يقول الرجل : والله وحياتك يا فلان ويقول لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص البارحة ولولا البط في الدار لأتى اللصوص وما شاكل ذلك "
وفي الحديث " أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت قال أجعلتني لله نداً قل ما شاء الله وحده "

" وإن كنتم في ريبٍ مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 "
بعد أن قرر تعالى الألوهية شرع في تقرير النبوة فقال مخاطباً الكفار " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا " الآية ومعنى شهداءكم : أعوانكم
وقال الشوكاني : المراد هنا آلهتكم المزعومة ، وقال : إن إثبات نبوة محمدٍ صلى الله عليه وسلم يدفع الشبه في كون القرآن الكريم معجزة .
" من مثله " : أي من مثل القرآن . تحداهم الله تعالى كلهم مجتمعين ومتفرقين أميهم وكاتبهم وذلك أكمل التحدي وأشمل . وقال بعضهم من مثله أي من أميٍّ مثل محمد ، والصحيح الأول .

" فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين 24 "
قوله " لن تفعلوا " الجزم القاطع بأن هذا القرآن لن يُعارض بمثله أبد الآبدين .
قال صلى الله عليه وسلم " ما من نبيِّ إلا وقد أعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيّـاً أوحاه الله إليّ فأرجوا أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة " قال ابن كثير في شرح هذا الحديث : يعني اختصصت من بينهم بالقرآن المعجز للبشر أن يعارضوه بخلاف غيره من الكتب الألهيه فإنها ليست معجزة عند كثير من العلماء والله أعلم .
الوَقود بفتح الواو : ما يلقى في النار لإضرامها . والمراد بالحجارة هنا حجارة الكبريت العظيمة الصلبة المنتنة وهي أشد الأحجار حراً إذا حُميت – أجارنا الله منها- قال ابن مسعود :" هي حجارة من كبريت خلقها الله يوم خلق السموات والأرض في السماء الدنيا يُعدها للكافرين " رواه الحاكم على شرط الشيخين.
وقيل المراد حجارة الأصنام لقوله تعالى " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم " حكاه القرطبي ورجحه الرازي ، قال ابن كثير : وما ذكره السلف يرجح الأول . وقال القرطبي : المراد في قوله تعالى " كلما خبت زدناهم سعيرا " الحجارة التي تُسعر بها النار فيشتد لهبها. وقوله " أعدت للكافرين " قيل الحجارة وقيل النار ، قال ابن كثير ولا منافاة بين القولين.
وقد استدل كثيرٌ من السلف على أن النار موجودة الآن لقوله تعالى " أعدت " أي أرصدت وهُيئت وقد جاءت أحاديث كثيرة تؤيد هذا منها حديث ابن مسعود سمعنا وجبة فقلنا ما هذه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا حجرٌ ألقي في شفير جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل إلى قعرها " رواه مسلم . والنار باقية لا تفنى كما هو مذهب أهل السنة والجماعة.
وقد نبه ابن كثير وغيره على أن قوله " بسورةٍ من مثله " يعم كل سورة طويلة أو قصيرة ؛ لأنها نكرة في سياق الشرط .

" وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنّ لهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار كلما رُزقوا منها من ثمرةٍ رزقاً قالوا هذا الذي رُزقنا من قبل وأتوا بهِ متشابهاً ولهم فيها أزواجٌ مطهرة وهم فيها خالدون 25 "
لما ذكر الله تعالى جزاء الكافرين عقـّبه بجزاء المؤمنين ليجمع بين الترهيب والترغيب والوعد والوعيد ، قال ابن كثير : وهذا معنى تسمية القرآن مثاني على أصح أقوال أهل العلم وهو أن يُذكر أهل الإيمان ويُتبع ذلك بذكر أهل الكفر أو العكس أو حال السعداء ثم حال الأشقياء أو العكس ، أما ذكر الشيء ونظيره فذلك المتشابه . قال الشوكاني : وفي ذلك نتشيط لعباده المؤمنين لطاعته وتثبيط لعباده الكافرين عن معاصيه ، وقال : التبشير هو الإخبار بما يظهر أثره على البشرة – وهي الجلدة الظاهرة – من البشر والسرور . قال القرطبي : وأجمع العلماء على أن المكلف إذا قال من بشرني من عبيدي فهو حر فبشره واحدٌ منهم أو أكثر فإن أولهم يكون حراً دون الثاني ، واختلفوا في قول ( أخبرني ) والصحيح في ذلك حسب نية القائل . وفي قوله " عملوا الصالحات " رداً على من قال أن الإيمان بمجرده يكفي . والجنات : البساتين وسُميت جنات لأنها تجن من فيها أي تستره بشجرها ، وهو اسمٌ لدار الثواب كلها . قال ابن كثير : وجاء في الحديث أن أنهار الجنة تجري في غير أخدود وجاء في الكوثر أنّ حافتيه من قباب اللؤلؤ المجوف ، ولا منافاة بينهما ، فطينها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والجوهر. نسأل الله من فضله . وقوله من تحتها : أي من تحت أشجارها .
وقوله " كلما رُزقوا منها من ثمرةٍ رزقاً قالوا هذا الذي رُزقنا من قبل "
وصف آخر للجنات ، وكأن سائلاً يسأل : كيف ثمارها ؟ فجاء الجواب .
ومن ثمرة : أي من كل ثمرة . والمراد من قوله " هذا الذي رُزقنا من قبل " أي شبيهه ونظيره ، لا أنه هو ؛ وذلك أن اللون يشبه اللون وإن كان الحجم والطعم والرائحة والماوية ( ما بداخل الثمرة من الماء ) مختلفة ، والضمير في ( به)


عائدٌ على الرزق . وقيل المراد أنهم أتوا بما يُرزقونه في الجنة متشابها ، فما يأتيهم أول النهار يشابه الذي يأتيهم آخره . وجاء عن ابن مسعود وبعض الصحابه وأخرجه ابن جرير قال : أتوا بالثمرة في الجنة فنظروا إليها فقالوا هذا الذي رُزقنا من قبل أي في الدنيا ، وأتوا به متشابهاً في اللون والمرأى وليس يشبهه في الطعم . وجاء عن ابن عباس أنه قال : ليس في الدنيا مما في الجنة شيء إلا الأسماء . وقال الحسن : متشابهاً أي خيارٌ كله يشبه بعضه بعضاً في الحُسن لا رذل فيه الم تروا إلى ثمار الدنيا كيف ترذلون بعضه – الرذل : الرديء
والأزواج المطهرة : أي من القذر والأذى ومن الحيض والنفاس وسائر الأدناس التي لا يمنع تعلقها بنساء الدنيا . والخلود : البقاء الدائم الذي لا ينقطع

نسأل الله من فضله

ملاحظة:الموضوع منقوووووووول للفائدة





الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: الدمعة السوداء


توقيع : الدمعة السوداء





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالإثنين أغسطس 01, 2011 1:27 pm
المشاركة رقم:

كبـــارالشخصيـــات

كبـــارالشخصيـــات

المعتضد بالله

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Unknow10
عدد المساهمات : 471
الجنس : ذكر
نقاط : 15714
السٌّمعَة : 1
تاريخ الميلاد : 01/01/1985
تاريخ التسجيل : 05/03/2011
العمر : 39
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


شكرا جزيلا لكم وجعل الله في ميزان حسناتكم
سبب تسمية البقرة:
لقد اتخذ اليهود في بواكير عهدهم مع نبي الله موسى إلهاً من عجول البقر، كما جاء في القرآن : ((وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ)) [ الأعراف: 148] .
ولهم مع البقر قصة أخرى، نزلت باسمها أكبر سورة في القرآن، وهي سورة البقرة التي سميت بهذا الاسم لتدل على سوء الفهم وخبث الطوية لدى بني إسرائيل في أمر تعنُّتهم في البقرة التي أُمروا بذبحها، واستمرار هذا التعنت في شؤونهم كافة، بما استحقوا معه أن يُنتزع منهم الاصطفاء، ويتحول إلى الأمة الخاتمة، أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، كما دل على ذلك محور السورة وهدفها الرئيس .
قال الله سبحانه وتعالى : ((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ * قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ )) [ البقرة : 67 ]





الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: المعتضد بالله


توقيع : المعتضد بالله





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالإثنين أغسطس 01, 2011 1:29 pm
المشاركة رقم:

كبـــارالشخصيـــات

كبـــارالشخصيـــات

المعتضد بالله

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Unknow10
عدد المساهمات : 471
الجنس : ذكر
نقاط : 15714
السٌّمعَة : 1
تاريخ الميلاد : 01/01/1985
تاريخ التسجيل : 05/03/2011
العمر : 39
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


اهداف سورة البقرة:
سورة البقرة

هدف السورة: الاستخلاف في الأرض ومنهجه

سورة البقرة وآياتها (286 آية) هي أول سورة نزلت في المدينة بعد هجرة الرسول ومع بداية تأسيس الامة الاسلامية (السور المدنية تعنى بجانب التشريع) وأطول سور القرآن وأول سورة في الترتيب بعد الفاتحة. وفضل سورة البقرة وثواب قراءتها ورد في عدد من الأحاديث الصحيحة منها: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما) وفي رواية (كأنهما غمامتان او ظلتان) وعن رسول الله أنه قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" أخرجه مسلم والترمذي. وقال رسول الله : "اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة" أي السحرة، رواه مسلم في صحيحه.

هدف السورة: الإستخلاف في الأرض (البشر هم المسؤولون عن الأرض) ولذا جاء ترتيبها الاول في المصحف. فالأرض ملك لله عز وجل وهو خلقها وهو يريد ان تسير وفق إرادته فلا بد أن يكون في الأرض من هو مسؤول عنها وقد استخلف الله تعالى قبل آدم الكثير من الأمم وبعد آدم أيضاً فمنهم من فشل في مهمة الاستخلاف ومنهم من نجح. لذا عندما نقرأ السورة يجب علينا أن نستشعر مسؤولية في خلافة الارض.

كما أسلفنا فإن هدف السورة هو الاستخلاف في الأرض، وسورة البقرة هي أول سور المصحف ترتيباً وهي أول ما نزل على الرسول في المدينة مع بداية تأسيس وتكوين دولة الإسلام الجديدة فكان يجب أن يعرف المسلمون ماذا يفعلون ومما يحذرون. والمسؤولية معناها أن نعبد الله كما شاء وأن نتبع أوامره وندع نواهيه. والسورة مقسمة إلى أربعة أقسام: مقدمة – القسم الأول – القسم الثاني – خاتمة. وسنشرح هدف كل قسم على حدة.

المقدمة: وفيها وصف أصناف الناس وهي تقع في الربع الأول من السورة من الآية (1 – 29)

الربع الأول: أصناف الناس:

المتقين (آية 1 – 5)

الكافرين (آية 6 – 7)

المنافقين (آية 8 – 20) والاطناب في ذكر صفات المنافقين للتنبيه الى عظيم خطرهم وكبير ضررهم لأنهم يظهرون الايمان ويبطنون الكفر وهم أشد من الكافرين.

ثم ننتقل الى القسم الأول للسورة وهو باقي الجزء الأول وفيه هذه المحاور:

الربع الثاني: استخلاف آدم في الأرض (تجربة تمهيدية ) (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (الآية 30) واللطيف أنه سبحانه أتبع هذه الآية بـ (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (آية 31)

وهذه الآية محورية تعني أنه إذا أردت أن تكون مسؤولا عن الأرض يجب أن يكون عندك علم لذا علّم الله تعالى الاسماء كلها وعلّمه الحياة وكيف تسير وعلّمه تكنولوجيا الحياة وعلّمه أدوات الاستخلاف في الأرض (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)(آية 22). وهذا إرشاد لأمة الاسلام إن أرادوا ان يكونوا مسؤولين عن الأرض فلا بد لهم من العلم مع العبادة فكأن تجربة سيدنا آدم عليه السلام هي تجربة تعليمية للبشرية بمعنى وكيفية المسؤولية عن الأرض. ثم جاءت الآية (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ آية 36 ترشدنا أن النعمة تزول بمعصية الله تعالى. وتختم قصة آدم بآية مهمة جداً (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) آية 38 وهي تؤكد ما ورد في أول سورة البقرة (هدى للمتقين) ومرتبطة بسورة الفاتحة (إهدنا الصراط المستقيم).

الربع الثالث الى الربع السابع: نموذج فاشل من الاستخلاف في الأرض: قصة بني اسرائيل الذين استخلفوا في الأرض فأفسدوا (لآية 40) (يا بني اسرائيل اذكروا تعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين).

وأول كلمة في قصة بني اسرائيل (أني فضلتكم على العالمين) اي أنهم مسؤولون عن الأرض، وأول كلمة في قصة آدم عليه السلام (إني جاعل في الأرض خليفة) أي مسؤول عن الارض، وأول كلمة في قصة بني اسرائيل (واذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم) وأول كلمة في الفاتحة (الحمد لله رب العالمين) والحمد يكون على النعم. فذكر نعم الله تعالى واستشعارها هي التي افتتح بها القرآن الكريم والتي افتتحت بها قصة بني اسرائيل.

تعداد نعم الله تعالى على بني اسرائيل: الآيات 49 – 50 – 51 - 52

وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (آية 49)

وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (آية 50)

وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (آية 51)

ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (آية 52)

عرض أخطاء بني اسرائيل (بهدف اصلاح الامة الاسلامية) الآيات 55 – 61

وفي عرض أخطاء بني اسرائيل التي وقعوا فيها توجيه لأمة محمد واصلاحها ومن هذه الأخطاء: أن بني اسرائيل لم يرضوا تنفيذ شرع الله تعالى – المادية – الجدل الشديد – عدم طاعة رسل الله – التحايل على شرع الله – عدم الإيمان بالغيب.

وقصة البقرة باختصار أن رجلا من بني اسرائيل قتل ولم يعرف قاتله فسألوا سيدنا موسى فأوحى الله تعالى اليه أن يأمرهم بذبح بقرة لها صفات معينة ويضربوا الميت بجزء من البقرة المذبوحة فيحيا باذن الله تعالى ويدل على قاتله (الآيات 69 – 71) وهذا برهان مادي لبني اسرائيل وغيرهم على قدرة الله جلّ وعلا في احياء الخلق بعد الموت. وذلك أن بنو اسرائيل كانوا ماديين جداً ويحتاجون الى دليل مادي ليصدقوا ويؤمنوا. وهذه السورة تقول لأمة محمد أنهم مسؤولون عن الأرض وهذه أخطاء الامم السابقة قلا يقعوا فيها حتى لا ينزل عليهم غضب الله تعالى ويستبدلهم بأمم أخرى. وتسمية السورة بهذا الاسم (البقرة) إحياء لهذه المعجزة الباهرة وحتى تبقى قصة بني اسرائيل ومخالفتهم لأمر الله وجدالهم لرسولهم وعدم إيمانهم بالغيب وماديتهم وما أصابهم جرّاء ذلك تبقى حاضرة في أذهاننا فلا نقع فيما وقعوا فيه من أخطاء أدت الى غضب الله تعالى عليهم. وهذه القصة تأكيد على عدم ايمان بني اسرائيل بالغيب وهو مناسب ومرتبط بأول السورة (الذين يؤمنون بالغيب) وهي من صفات المتقين. وفي قصة البقرة أخطاء كثيرة لأنها نموذج من الذين أخطأوا وهي امتحان من الله تعالى لمدى ايماننا بالغيب.

وتتابع أخطاء بني اسرائيل الى الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) آية 104 وكان العرب يفهمون هذه الكلمة (راعنا) على أنها عادية ولكنها تعني السباب عند بني اسرائيل فأراد الله تعالى ان يتميز المسلمون عن اليهود حتى بالمصطلحات اللفظية وأمرهم أن يقولوا (انظرنا).

الربع الثامن: نموذج ناجح للإستخلاف في الأرض (قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام) وهي آخر تجربة ورد ذكرها في السورة. اولا ابتلى سبحانه آدم في أول الخلق (تجربة تمهيدية) ثم بني اسرائيل فكانت تجربة فاشلة ثم ابتلى ابراهيم عليه السلام فنجح (وإذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) وفي هذه الآية اثبات أن الاستخلاف في الارض ليس فيه محاباة فالذي يسير على منهج الله وطاعته يبقى مسؤولا عن الأرض والذي يتخلى عن هذا المنهج لا ينال عهد الله (لا ينال عهدي الظالمين). امتحن الله تعالى سيدنا ابراهيم عليه السلام بكلمات فلما أتمهن قال تعالى (اني جاعلك للناس اماما) ثم دعا ابراهيم ربه أن يبعث في هذه الأمة رسولا منهم (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم ) آية 136. وفي نهاية قصة سيدنا ابراهيم الآية (قولوا آمنا بما أنزل الينا وما أنزل الى ابراهيم ) جاء ذكر الانبياء كلهم وهذا مرتبط بآية سورة الفاتحة (صراط الذين أنعمت عليهم) فكأنما كل هؤلاء المذكورين في آية سورة البقرة هم من الذين أنعم الله تعالى عليهم والذين يجب أن نتبع هداهم والصراط الذي اتبعوه.

وملخص القول في القسم الاول من السورة أن بداية القصص الثلاث : قصة آدم (إني جاعل في الارض خليفة) وقصة بني اسرائيل (واني فضلتكم على العالمين) وقصة سيدنا ابراهيم عليه السلام (إني جاعلك للناس اماما) هذه القصص الثلاث بدايتها واحدة وهي الاستخلاف في الارض وعلينا نحن امة المسلمين أن نتعلم من تجارب الذين سبقونا وأن نستشعر الأخطاء التي وقعت فيها الامم السابقة ونعرضها على انفسنا دائما لنرى ان كنا نرتكب مثل هذه الاخطاء فتوقف عن ذلك ونحذو حذو الامم السابقة الذين نجحوا في مهمة الاستخلاف في الارض كسيدنا ابراهيم عليه السلام. وفي القصص الثلاث ايضاً اختبار نماذج مختلفة من الناس في طاعة الله تعالى فاختبار سيدنا آدم عليه السلام كان في طاعة الله (أكل من الشجرة ام لا) واختبار بني اسرائيل في طاعتهم لأوامر الله من خلال رسوله واختبار سيدنا ابراهيم عليه السلام بذبح ابنه اسماعيل ايضا اختبار طاعة لله تعالى (واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات). وخلاصة أخرى أن الآمة مسؤولة عن الارض والفرد أيضا مسؤول وللقيام بهذه المسؤولية فهو محتاج للعبادة وللأخذ بالعلم والتكنولوجيا.

القسم الثاني من السورة (الجزء الثاني): أوامر ونواهي للأمة المسؤولة عن الأرض

وفي هذا القسم توجيه للناس الذين رأوا المناهج السابقة وتجارب الامم الغابرة يجب أن يتعلموا من الأخطاء وسنعطيكم أوامر ونواهي كي تكونوا مسؤولين عن الارض بحق وتكونوا نموذجا ناجحا في الاستخلاف في الارض. وينقسم هذا القسم الى:

الربع الأول: تغيير القبلة (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ آية 144-143) لماذا جاءت الآية في تغيير القبلة من بيت المقدس الى بيت الله الحرام؟ المسلمون أمة أرادها الله تعالى ان تكون متميزة وقوله تعالى (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) فبما انكم ستكونون شهداء على الناس لا بد من ان تكونوا متميزين فلا استخلاف بدون تميز لذا كان لا بد من أن تتميزالأمة المسلمة:

بقبلتها (بدون تقليد أعمى لغيرها من الامم السابقة) آية 104

بمصطلحاتها (انظرنا بدل راعنا) آية 144

بالمنهج (اهدنا الصراط المستقيم) سورة الفاتحة

الربع الثاني: التوازن في التميز

(إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) آية 158. وسبب هذه الآية أن الصحابة لما نزلت آيات تغيير القبلة ليتميزوا عن الكفار اعتبروا ان الصفا والمروة من شعائر الكفار وعليهم ان يدعوه ايضا حتى يكونوا متميزبن لكن جاءت الآية من الله تعالى ان ليس على المسلمين أن يتميزوا عن كل ما كان يفعله الكفار فلا جناح عليهم ان يطوفوا بالصفا والمروة لأنها من شعائر الله وليس فيه تقليد للأمم السابقة. إذن علينا أن نبتعد عن التقليد الاعمى لمن سبقنا لكن مع الابقاء على التوازن اي اننا امة متميزة لكن متوازنة.

o الربع الثالث:عملية اصلاح شامل

الآية (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ آية 177) فيها اشياء كثيرة. فبعد أن اطاعوا وتميزوا مع الحفاظ على التوازن كان لا بد لهم من منهج اصلاحي شامل (الايمان بالله، بالغيب، ايتاء المال، اقامة الصدقة، ايتاء الزكاة، الوفاء بالعهود، الصابرين ، الصادقين، المتقين) وكأنما الربعين الاول والثاني كانوا بمثابة تمهيد للأمة طاعة وتميز بتوازن واصلاح شامل وتبدأ من هنا الآيات بالاوامر والنواهي المطلوبة.

o أوامر ونواهي شاملة لنواحي الاصلاح:

o التشريع الجنائي: آية 179(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)

o التركات والوصيات آية 180(كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ)

o التشريع التعبدي آية 183 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) التعبد واحكام الصيام

o الجهاد والانفاق فيها دفاع عن المنهج ولا دفاع بدون مال وانفاق.( وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آية 195

آية 177 (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) مفصلة في هذه الاحكام وكلما تأتي الآيات في تشريع تنتهي بذكر التقوى لأنه لا يمكن تنفيذ قوانين الا بالتقوى وهي مناسبة ومرتبطة بهدى للمتقين في اول السورة ونلاحظ كلمة التقوى والمتقين في الآيات السابقة.

إذن فالاطار العام لتنفيذ المنهج هو : طاعة – تميز – تقوى ونستعرض هذا التدرج الرائع:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) آية183

(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون) آية َ179

(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ )آية 144– (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)آية 158

وكل من هذه الآيات هي اول آية في الربع التي ذكرت فيه.

الربع الرابع: باقي أجزاء منهج الاستخلاف

الجهاد والانفاق (آية 190 – 191) (وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ* وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ)
الحج وأحكامه (196 - 200)

لماذا جاء آيات أحكام الحج بعد الجهاد؟ لأن الحج هو أعلى تدريب على القتال واعلى مجاهدة النفس. وأيات الحج بالتفصيل وردت في سورة البقرة استجابة لدعوة سيدنا ابراهيم في الربع الثامن من القسم الاول (وأرنا مناسكنا) آية 128 ونلاحظ أن سورة البقرة اشتملت على أركان الاسلام الخمسة : الشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج ولم تفصّل هذه الاركان في القرآن كما فصّلت في سورة البقرة.

الاسلام منهج متكامل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) آية 208 والسلم هو الاسلام وهو توجيه للمسلمين ان لا يكونوا كبني اسرائيل الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) آية 85 وأن يأخذوا الدين كاملا غير مجتزأ فكأنما يوجهنا الله تعالى في سياق السورة الى الطاعة والتميز ثم يعطينا بعض عناصر المنهج ثم يأمرنا أن نأخذ الاسلام كافة و لا نفعل كما فعل بنو اسرائيل ثم يكمل لنا باقي المنهج. وهذ الآية (ادخلوا في السلم كافة كان لا بد من وجودها في مكانها بعد الطاعة والتميز واتباع الاوامر والنواهي والجهاد والانفاق للحفاظ على المنهج ثم الاخذ بالدين كافة ثم التقوى التي تجعل المسلمين ينفذون.

الربع : اكتمال المنهج (الآيات 219 – 242)

وفيه اكمال المنهج من أحكام الاسرة من زواج وطلاق ورضاعة وخطبة وخلع وعدة وغيرها وسياق كل ذلك التقوى ونلاحظ نهاية الآيات بكلمة تقوى او مشتقاتها. وقد تأخرت آيات احكام الاسرة عن احكام الصيام لأن الله تعالى بعدما أعد المسلمين بالتقوى وبطاعته جاءت أحكام الاسرة التي لا ينفذها إلا من اتقى وأطاع ربه فالمنهج الاخلاقي والعملي متداخلين في الاسلام. لا ينفع أن يبدأ باحكام الاسرة ما لم يكن هنالك تقوى في النفوس البشرية.

الربع : قصة طالوت وجالوت (آية 246 – 251)

وهي قصة أناس تخاذلوا عن نصرة الدين وجاء ذكرها في موضعها لأن المنهج يجب أن يحافظ عليه ولا يتم ذلك إلا بوجود أناس يحافظون عليه.

آية الكرسي (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (آية 255) موضعها في السورة مهم جدا وتدلنا الى أنه اذا اردنا تطبيق المنهج يجب ان نستشعر قدرة الله وعظمته وجلاله (الله لا إله الا هو الحي القيوم) فالمنهج ثقيل ويتطلب الكثير من الجهد لكنه يستحق التطبيق لأنه منهج الله تعالى (الله لا اله إلا هو)

ثم تأتي بعدها آية غاية في كرم الله وعدله (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) أمر من الله بان لا نكره أحدا على الدين لماذا؟ لأن الدين واضح معناه بعد قوله (الله لا اله الا هو) فالذي لا يعرف معنى (الله لا اله إلا هو) ولا يستشعر عظمة هذا المعنى لا مجال لإكراهه على الدين. فالرشد بيٌن والغي بيٌن.

قدرة الله تعالى في الكون (دلائل احياء الموتى):من الآية (258 – 261) جاءت في ثلاث قصص:

قصة ابراهيم مع النمرود آية 258 (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)

قصة عزير والقرية الخاوية آية 259 (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

قصة ابراهيم والطير آية 261 (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

وفي القصص الثلاث تأكيد على قدرة الله تعالى وأنه (لآ اله إلا هو) فكيف لا نقبل بتنفيذ المنهج او نكون مسؤولين عن الارض بعدما أرانا الله تعالى قدرته في الكون؟

الربع الأخير: الإنفاق (الآيات 261 – 283)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ *فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ )آية 278

وهو آخر جزء من المنهج وفيه حملة شديدة على جريمة الربا التي تهدد كيان المحتمع وتقوض بنيانه وحملت على المرابين باعلان الحرب من الله تعالى ورسوله على كل من يتعامل بالربا او يقدم عليه. وعرض للمنهج البديل فالاسلام لا ينهى عن أمر بدون ان يقدم البديل الحلال. وقد جاءت آيات الربا بين آيات الانفاق لتؤكد معنى وجود المنهج البديل للمال والرزق الحلال.

o الخاتمة: وهذه أروع آيات السورة (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) آية 285 فالتكاليف كثيرة والتعاليم والمنهج شاق وثقيل فكان لا بد من ان تأتي آية الدعاء لله تعالى حتى يعيننا على أداء وتنفيذ هذا المنهج (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) آية 286

اي أعنا يا ربنا على تنفيذ المنهج لأنه سيوجد اعداء يمنعوننا من ذلك ولن نقدر على تطبيق المنهج بغير معونة الله. واشتملت الخاتمة بتوجيه المؤمنين الى التوبة والانابة والتضرع الى الله عزّ وجلّ برفع الأغلال والآصار وطلب النصرة على الكفار والدعاء لما فيه سعادة الدارين (رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) وقد ختمت السورة بدعاء المؤمنين كما بدأت بأوصاف المؤمنين وبهذا يلتئم شمل السورة أفضل التئام فسبحان الله العلي العظيم.

خلاصة: نحن مسؤولون عن الارض والمنهج كامل وعلينا ان ندخل في السلم كافة والمنهج له إطار: طاعة الله وتميز وتقوى. اما عناصر المنهج فهي: تشريع جنائي، مواريث، إنفاق، جهاد، حج، أحكام صيام، تكاليف وتعاليم كثيرة فلا بد أن نستعين بالله تعالى على أدائها لنكون أهلا للاستخلاف في الارض ولا نقع في أخطاء الامم السابقة.




الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: المعتضد بالله


توقيع : المعتضد بالله





ختم المصحف بطريقة جديدة  Emptyالإثنين أغسطس 01, 2011 3:41 pm
المشاركة رقم:
عضو متميز
عضو متميز

louay

إحصائية العضو

المهنة : ختم المصحف بطريقة جديدة  Engine10
عدد المساهمات : 271
الجنس : ذكر
نقاط : 14896
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 19/11/1984
تاريخ التسجيل : 27/07/2011
العمر : 39
مُساهمةموضوع: رد: ختم المصحف بطريقة جديدة


ختم المصحف بطريقة جديدة


شكرا لكم جميعا على تفاعلكم و على كل المجهودات التي تبذل , ننوّه الى شيء بسيط و هو أن تكون التفسيرات مختصرة , ليسهل قراءتها , الى جانب سرد القصص التي توجد في الحزبين لا غير ,و كذا عدم تكرار كتابة الابات عدة مرّات , شكرا لكم مرة أخرى
المعتضد بالله لقد كفّيت و وقّيت ,






الموضوع الأصلي : ختم المصحف بطريقة جديدة // المصدر : منتديات أحلى حكاية // الكاتب: louay


توقيع : louay





صفحات الموضوعانتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4  الصفحة التالية



الــرد الســـريـع
..



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)



ختم المصحف بطريقة جديدة  Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة