هل تتكلم جهنم ؟وماذا تقول؟ بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين
وعلى آله وصحبه أجمعين .. إلـى يوم الدين اما بعد :
أخي: يا لعجائب جهنم! وما في داخلها من العذاب والشقاء! ويا لكرب العباد يوم يخاطب ملك الملوك هذا القعر السحيق وأنظر بما يجيب ويقول :
قال سبحانه وتعالى:{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ } ق: 30
يخبر تعالى أنه يقول لجهنم يوم القيامة: هل امتلأت؟ وذلك أنه وعدها أنه سيملؤها من الجنة والناس أجمعين، وهي تقول: { هَلْ مِنْ مَزِيدٍ } أي: هل بقي شيء تزيدوني؟-----تفسير الطبري
وإذا رأت هذه النار التي اعتدناها لهؤلاء المكذبين أشخاصهم من مكان بعيد، سمعوا لها صوت التغيظ والزَفِير:
قال تعالى:{ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا } الفرقان: 12
فتزفر وتكاد تتقطع من الغيظ، { تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ } أي تكاد تنشق نصفين من شدة غيظها فلا يبقى نبي ولا صديق إلا برك على ركبتيه:{ وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً } الجاثية: 28
وشعار الكلّ: نفسي نفسي ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «أمتي أمتي» ويخرج من النار عنق يتكلم بلسان فصيح، وعينان تبصران به، يقول: «وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد، وبكل من دعا مع الله إلهًا آخر، وبالمصورين» ---رواه الترمذي وصححه
ما أشده من يوم على العباد! يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا تزال جهنم يلقي فيها وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع فيها رب العزة قدميه فيزوي بعضها إلي بعض، وتقول قط قط وعزتك» ---متفق عليه.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين، والمتجبرين، وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم . فقال الله عز وجل للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ، فيضع قدمه عليها، فتقول: قط قط فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض». --صحيح مسلم
عن أبي سعيد الخدري، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: « فأما النار فيلقي فيها فتقول: هل من مزيد؟ ثلاث مرات، حتى يأتيها - تبارك وتعالى - فيضع قدمه عليها فتنزوي وتقول: قدني قدني» رواه الإمام أحمد في المسند 3/13 وأصله في الصحيحين.
فيضع الله تعالى - الموصوف بالقدمين على ما يليق بعظمته وكبريائه تعالى وتقدس عما يقول الظالمون والجاهلون- عليها قدمه، فينزوي بعضها على بعض وتتضايق على من فيها، وتقول: «قدني قدني» أي امتلأت، فليس في متسع لغير من هم فيها. ---كتاب الصفات للدارقطني
.
أخي: إن شوق النار لأهلها! ممزوج بغضب الله تعالى وسخطه! فيا لله ما أفظعه! أعاذني الله وإياك أخي من شر ناره وأليم عقابه.
فتفكر مادمت في زمن الإمكان الآن فيما يحل بك من الفزع بفؤادك، إذا رأيت الصراط ودقته، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها وزفيرها، وقد كلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك، واضطراب قلبك، وتزلزل قدمك، وثقل ظهرك بالأوزار، المانعة لك من المشي على بساط الأرض، فضلاً عن حدة الصراط فكيف بك إذا وضعت عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته، واضطررت إلى أن ترفع القدم الثاني، والخلائق بين يديك يزلون ويعثرون، وتتناولهم زبانية النار بالخطاطيف والكلاليب، وأنت تنظر إليهم كيف ينكسون، فتسفل إلى جهة النار رؤوسهم، وتعلو أرجلهم، فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصعبه، ومجاز ما أضيقه------ «التذكرة» للقرطبي.
هذا والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته