حال الشيطان في شهر رمضان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اذا جاء رمضان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وصفدت الشياطين )) .رواه البخاري رقم (1898) ومسلم (1079) واللفظ له .
وقد كثر كلام أهل العلم على قوله : ( صفدت الشياطين ) ومن أحسن ما وقفت عليه من كلامهم ما قاله ابن تيمية كما في " مجموع الفتاوى " (246/25) : ( ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل رمضان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وصفدت الشياطين )) فان مجاري الشياطين - الذي هو الدم - ضاقت ن واذا ضاقت انبعثت القلوب الى فعل الخيرات التي بها تفتح ابواب الجنة ، والى ترك المنكرات التي بها تفتح ابواب النار وصفدت الشياطين فضعفت قوتهم وعملهم بتصفيدهم فلم يستطيعوا أن يفعلو في شهر رمضان ما كانوا يفعلونه في غيره ن ولم يقل : انهم قتلوا ولا ماتوا بل قال صفدت) والمصفد من الشياطين قد يؤذي لكن هذا أقل وأضعف مما يكون في غير رمضان فهو بحسب كمال الصوم ونقصه فمن كان صومه كاملا دفع الشيطان دفعا لا يدفعه دفع الصوم الناقص )
وقال ايضا كما في التفسير الكبير (132/3) : ( وما ذاك الا لأنه في شهر رمضان تنبعث القلوب الى الخير والاعمال الصالحة التي بها وبسببها تفتح ابواب الجنة ويمتنع من الشرور التي بها تفتح ابواب النار وتصفد الشياطين فلا يتمكنون من بني آدم بسبب الشهوات فاذا كفوا عن الشهوات صفدت الشياطين ) .
انظر الى قوله : (( فهو بحسب كمال الصوم ونقصه ....) وهذا الذي قرره ابن تيمية واضح اذا تأملنا الأدلة
الواردة في طرد الشياطين وابعادهم كقوله سبحانه: (( من شر الوسواس الخناس )) فقوله الخناس اي الذي
يختفي عند ذكر الله وهروبه يكون كليا أو جزئيا فيكون كليا اذا تكامل المسلم في القيام بالعبودية لله والاتباع لمنهاج النبوة ويكون جزئيا اذا لم يتكامل في ذلك ، فزيادة الطاعات في رمضان والكف عن المعاصي من التكامل في الاقبال على الله فيصير هذا العدو عاجزا عن أن يفعل بالمسلم المقبل على الله ما كان يفعله به في غير رمضان حال النقص وايضا من كان مقبلا على الله في غير رمضان كرمضان فالشيطان بالنسبة له مدحور عنه كاندحاره في رمضان .
فائدة روى ابن ابي شيبة (354/6) بسند صحيح الى مجاهد بن جبر أنه قال : (كنا نتحدث أن الشياطين كانت مصفدة في زمان عمر رضي الله عنه )