رُوِي عن إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى، أنه قيل له: لو جلست حتى نسمع منك شيئا.
فقال: إني مشغول بأربعة أشياء، فلو فرغت منها لجلست معكم.
قيل: وما هي؟
مختارات من كتاب " تنبيه الغافلين"..
قال:
أولها:
تفكرت في يوم الميثاق من بني آدم وقال الله عز وجل وتقدست أسماؤه: " هؤلاء
في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي"، فلم أدر من أي الفريقين
كنت أنا.
الثاني: تفكرت إذ الولد إذا قضى الله بخلقه في بطن أمه،
ونفخ فيه الروح، فقال الملك الذي وُكِّل به: يا رب أشقيٌّ أم سعيد؟ فلم أدر
كيف خرج جوابي في ذلك الوقت.
الثالث: حين ينزل ملك الموت فإذا اراد أن يقبض روحي فيقول: يا رب أمع المسلمين أم مع الكافرين؟ فلا أدري كيف يخرج جوابي.
الرابع: تفكرت في قوله تعالى: { وامتازوا اليوم أيها المجرمون}، يس: 59، فلا أدري أي الفريقين أكون.