السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من
رحمة الله بخلقه أن نوع وجوه التعبد له، وجعلها مداخل إلى الجنة؛ ذلك أن
النفوس تختلف مشاربها وما يهزها ويحثها على العمل، فبعض الناس ينشط لعبادة
الصيام مالا ينشط في غيره، فتجده مع صيام رمضان يصوم الاثنين والخميس
والأيام البيض وكل ما ورد في الشرع أن له فضلا، وربما وصل إلى صيام نبي
الله داوود فتجده يصوم يوما ويفطر يوما ، والأمل أن يفتح الله باب
الريان ليلج منه إلى الجنة .. وبعض النفوس فُتح عليه في باب النفقة، فتجده
جوادا كريما لا يتخلف عن باب من أبوابها فكلما وجد فرصة للبذل من ماله بذل
ولو كان قليلا، وهو يعلم أن شق التمرة يوضع في فم الفقير تُتَّقى به النار
ويَدْخل به المسلم الجنة .. ورُجي لمثله أن يدخل من باب الصدقة ..وفي
الناس من له ولوع خاص بالصلاة مقيما لكل ما حث الشرع عليه منها ، صلاة
الضحى، ورواتب الصلوات المفروضة وقيام الليل .. فتجده ولسان حاله يقول كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم " جعلت قرة عيني في الصلاة ".. وللأخلاق ـ
ورأسها العفو عن الناس ـ باب في الجنة وفي الأثر: إن لله باباً في الجنة لا
يدخله إلا من عفا عن مظلمة ..وهكذا ضروب الخير وما أكثرها حتى قال النبي
صلى الله عليه وسلم : "أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز، ما من عامل يعمل
بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة".. ومن
أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أي أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير، فمن
كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب
الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة
دعي من باب الصدقة
...
ويبقى لأهل العزائم القوية والهمم العالية
تنافس لفتح أبواب الجنة جميعا ، ولتكون لهم الخيرة من أمرهم، فمن أيها
شاءوا الدخول دخلوا .. وتتمة الحديث أن سيدنا أبا بكر قال للنبي صلى الله
عليه وسلم : هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟، قال:، نعم. وأرجو أن
تكون منهم يا أبا بكر، وفي الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
:
"من أصبح منكم اليوم صائماً؟" فقال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: "فمن تبع منكم اليوم جنازة؟" فقال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "فمن أطعم منكم اليوم مسكيناً؟" فقال أبو بكر: أنا
،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فمن منكم عاد اليوم مريضاً؟" فقال أبو
بكر: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمعن في امرئٍ إلا
دخل الجنة"... ذاك هو أبو بكر رضي الله عنه له في كل عمل من أعمال الخير
مشاركة ولذا فتحت له أبواب الجنة جميعا
..
فاختر لنفسك أخي المسلم بابا
يتفق مع ميول نفسك على الأقل لتجده مفتوحا لك دون عناء .. وإذا كنت ترغب
في منافسة الأخيار من الصالحين فاجتهد فيها جميعا لتجد أبواب الجنة
الثمانية مشرعة أمامك .. غير أن المغبون بحق من لم يهتم بذلك ووجدها موصدة
في وجهه جميعا
..
ونحن
في رمضان لا نملك إلا أن نقول : اللهم فتح الله لنا أبواب الجنة وأوصد
علينا أبواب النار واجعلنا ممن عملوا صالحا واستبشروا خيرا..