أياً كان مكانك وأنت تحتسي فنجان القهوة ينتابك شعورٌ عميق شعورٌ بالنشوةِ لايقاوم تكاد تسبح في فضاءٍ وعالمٍ آخرين ، تغرقٌ في سعادة عارمه ، تدير الفنجان يسرةً ويمنه وبعد كل رشفة ترمقه بنظرة المتأمل تحاكيه بتمتمات ويردُ بصمتٍ مطبق ، اللهم إلا من آثار ما إلتصق بجدرانه ضناً منك أنه الحظ والفآل .
تفاخر الدنيا إن كانت شريكة العُمر الى جوارك ، هي الاخرى تعانق فنجاناً بيدها وتتكيء على كتفك وسادة أزليه ، لاضير أن تهديها قبلات المودة وجُمَل الثناء شكراً على عطاء السماء .
العشاق والاحبة يتبادلون اطراف الحديث ويسمو خطاب الروح للروح ، غزلٌ وتغزل واليد تأنس فوق اليدِ وحوار العيون ونبض القلوب بالتناجي بمعية فنجان القهوة ، هذا المَعيُ لايكشف سراً ولا يوشي لاحدٍ ولا يفضح أمراً وذكرياتُ اللقاء بطعم سُكَّرِه .
إن جارت بكَ الايامُ وكنتَ وحدكَ لاتملك هذه ولا تلك تتفتح عليك جروح الدنيا كلها رغم أُنسِكَ به مع كلِ إرتشافةٍ ، منها ما يبرأ للحظته ومنها ما يُسعد الخاطرَ وتغرقُ بالذكريات والآمال والطموحات الى أن تلجَ في احلام اليقظة ومقلتاك جاحظتان .
أقفُ حائراً أمامَ هذا السحرُ العظيم لفنجان القهوة وما يصنعه بمحتسيه ، ورغم هذا كله أُجزِمُ أنك لن تنكره يوماً وليفعل بكَ ما يشاء ، وسيضلُ يومَكَ مكتملاً مع فنجان القهوة .
أنت مثلي أم أنت مثلهم ؟ وإن لم تكن مثلي فأيُ واحدٍ أنتَ منهم ؟ .