في يوم من أيامي رأيت نفسي قد كبرت

سمعت من يقول ..ما أجمل الشباب يابني

عرفت حينها أني المقصود

لأنني شاب مثلكم يا كل الشباب

لكن كل شئ فيني يختلف ..

لعله القدر ..

عشت في غربتي البعيدة ..

عدت بعدها مُحَمَّلا بِكَّمِ العواطف المطحونة في رحا قلبي

لم يطلع عليها أي مخلوق سواها

عبثت بقلبيَ الضعيف

امتصت كل رحيقه ثم طارت لتلتقي بقلب آخرَ

لكنَّ عقليَ الكبير ..

لأنني رجل أدار قفلا آخرا ..

وسار في دربٍ جديد

باحثاً عن الأمل ..

في غمرة البحث ..

كنت شابا ..

وفي وسطه بدت عيوني تشيخ وصار لي شيب بسيط

ما زلت في عمر الشباب لكن قلبي في عمر الكهول صار

حياتي أبذلها وطاقتي أهديها وأفنيها للغير

شهادة ميلادي تؤكد أنني ما زلت شابا

في ساعة مرت ..

عرفت قلبا جديدا ..

أعاد لي الحياة ثانية

خفت أن أعرفه فيسلب ما تبقى من رحيق

مغامر أنا

أفتقد العطف والأمان

أتوق للحضن الذي يلفني ويمسح الآلام

أريد من يهدهد قلبي ويترنم في أذني الصغيرة

إنك قلب شاب ..

قلب ملئ نابض

لتحيا ياحبيبي في أمان

كنت أريد هذا

وجدته

حقاً ..

إن طعم الحياة الآن مختلف

حقاً..

إن قلبي كل يوم من حبها يكاد يرتجف

حقاً..

إنها مناتي البعيدة أراها تقترب ..

ناديتها تعالي لن نختلف

اقتربت أشد ما يكون ...

باحت لقلبي بكل ما في قلبها مكنون

كان همس حرفها سهام قلبي

لم أعد أفهم ما تقول ..

لا أعي سوى حرارة قلبي المندفعة

قررت أن أعود لحياة الكهول ..

فلا أقوى على الشباب ..

لا أقوى على العشق والهيام ..

فكله سراب..

أخاف أن يقتلني ..

أخاف أن أموت

فأنا أختلف عن كل الشباب ...

أتميز في كل نبض

محاور فنان ..

شاعر إنسان ...

لكن فوق كل ما بي من جمال وحسن ..

غارق في تعاستي

في كهولتي الفتية ..

أنا أحمل هم كل شئ ..

أفني روحي لأي شئ ..

سوى لقلبي الذي ألذعه وأترك البصمة فيه

لعلي أستأنس ببصمة النار على وجهه

وربما يوما أتنكر لهذه البصمة لأني قلب كهل كبير ..

في أضلع شاب ضاع في شيبة الشباب

دع قلبك يحب
دعه يرتشف من كل الزهور

فالقلب بدون حب كالبيت المهجور

أجل أعلم أن الحب مقدس وله مقوماته ،وعلينا أن نحترم معناه وحروفه
لكن لا أظن أن للحب عمرا محددا

صراحة لقد عجز لساني هذه المرة على نقد أفكارك ،وإصال فكرتي لك



ومع كل هذا دعني أقف لك وقفة إكبار وإجلال
حقا أنت رائع وكلماتك أروع

لا تحرمنا من جديدك